الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مع اضطراب الأفكار أقتنع بفكرة وضدها، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا مصاب بثنائي القطب، أتناول أدويتي، ومستقر نوعًا ما، لكن لدي اضطراب في الأفكار؛ فعندما أسمع فكرة أقتنع بها، ولكن بعدها بقليل أقتنع بفكرة ضد الفكرة الماضية، فما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ باديس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرًا على سؤالك حول اضطراب التفكير في اضطراب ثنائي القطب، وذكرت أن حالتك الآن مستقرة نوعًا ما مع استعمال الأدوية، هذا شيء جيد، وأنصحك بالاستمرار على الأدوية حتى تستقر الحالة تمامًا.

فيما يتعلق باضطراب الأفكار، أو أنك تسمع فكرةً وتقتنع بها، ثم تنتقل إلى فكرة أخرى، وتقتنع بها، وهذا التردد في التفكير قد يكون له واحد من الأسباب الثلاثة:

السبب الأول: قد يكون مرتبطًا باضطراب في التركيز، وهو من الأعراض المصاحبة أحيانًا لثنائي القطب، ويحدث فيه أحيانًا ضعف في التركيز، وبالتالي عندما تبدأ في التفكير في شيء ما، لقلة التركيز تختصر فيه إلى النهاية، وبالتالي تنتقل إلى فكرة جديدة.

السبب الثاني: تشتت الانتباه، وهذا أيضًا يرتبط بقلة التركيز، ولكن تشتت الانتباه لحظي؛ فعدم الانتباه لشيء ما أثناء التفكير يجعلك تنتقل من فكرة إلى فكرة أخرى، وهو أيضًا من الأعراض المصاحبة لثنائي القطب، وتأتي هذه الأعراض مع بعضها البعض، أي تشتت الانتباه، وقلة التركيز، والعرضان مع بعضهما البعض يوصلان لشخص لما يسمى: بتشوش التفكير.

في ثنائي القطب دائمًا نتيجة لتسارع الأفكار في ذهن الشخص، ينتقل التفكير من فكرة إلى فكرة أخرى بسرعة، وهذا يكون حادثًا عندما لا يكون ثنائي القطب مستقرًّا.

ولذلك النصيحة هي: أن تراجع الطبيب أولًا؛ للتأكد من أن الأدوية كافية فعلًا، وأن كل الأعراض المرتبطة بثنائي القطب يتم التحكم فيها بشكل جيد، بواسطة العلاجات الموجودة، وحتى إذا كانت تحتاج إلى تعديل يتم تعديلها.

أما التدخل الثاني، وهو تدخل من غير استخدام الأدوية، وهي عملية تدريب وتعليم الشخص نفسه في طريقة تفكيره، أي كيفية تدريب نفسه على التركيز لفترات أطول، وكذلك الانتباه قبل اتخاذ أي قرار في أي فكرة، وبالتالي تزيد فترة التفكير، وتزيد فترة الانتباه، وبالتالي يزيد التفكير بعمق في الفكرة قبل الانتقال منها إلى فكرة أخرى، وهذا يحتاج إلى نوع من التمرين، وخاصةً إذا كنت تتلقى أي مساعدة من معالج نفسي، فمن الممكن مساعدتك في تعلُّم هذه الطريقة، للانتقال من فكرة إلى فكرة أخرى بعد تفكير عميق.

طالما أن الأفكار ليست فيها أفكار سلبية، فلا تخف من هذا الأمر؛ فهو جزء من عملية اضطراب ثنائي القطب، ولكن حتى لا تتسرع في اتخاذ بعض القرارات، فعملية التدريب الفكري مهمة، وسيمكنك التحكُّم فيها بشكل جيد -إن شاء الله-.

الأمر الآخر من النصائح العامة، هو أنك حتى في فترة استقرار مرض ثنائي القطب، حاول أن تدرِّب نفسك على أخذ فترات راحة، خاصةً عندما يكون هناك تفكير في شيء، أو في قرار مهم، فلا تتسرع في اتخاذ القرار، وإنما ينبغي أن يأخذ الأمر وقتًا؛ حتى يتم التفكير فيه بشكل عميق قبل اتخاذ أي قرار، حتى لا يكون هناك ندم في نهاية الأمر.

كذلك أخذ فترات راحة ما بين جلسات التفكير، إذا كنت تجلس فترات للتفكير، أو إذا كان هذا يرتبط بالعمل، فترات الراحة القليلة والقصيرة ما بين الجهد العملي والفكري يساعد كثيرًا، وبالتالي ننصح أيضًا باستخدام ما يمكن أن يساعد على الاسترخاء قبل مواصلة التفكير، ومن هذه الأشياء التي تساعد على الاسترخاء: المسائل الروحية، مثل: قراءة القرآن، والذكر، أو أي أنشطة أخرى تساعد على الاسترخاء.

وفقك الله وحفظك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً