لا أستطيع ترك العادة السرية، فماذا أفعل؟
2025-11-03 01:01:57 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب عمري 19 عامًا، ومنذ حوالي ثلاث سنوات وأنا أمارس العادة السرية، أسأل الله أن يغفر لي، بدأت أعاني من خروج قطرات بول بعد التبول، فذهبت إلى الطبيب، وقال: إن لديّ التهابًا في البروستاتا، وأعطاني دواء، وأخبرني أنه يجب أن أتوقف عن ممارسة العادة السرية حتى يخفّ الالتهاب، عندما أتركها لمدة 15 يومًا، أكون بحالة جيدة، ثم أنتكس وتعود لي الأعراض مرة أخرى.
لا أعرف ماذا أفعل، ولا أستطيع التوقف عنها، وأخاف أن يزداد التهاب البروستاتا، فهل هذا عقاب من الله -عز وجل- لأنه ابتلاني بها؟ وهل تعتبر فضيحة لي؛ لأني ذهبت إلى الطبيب؟ وهل سيغفر الله لي؟ لديّ تأنيب ضمير، وأشعر أن هذا غضب من الله عز وجل.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إسلام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
تكرار الإدمان على ممارسة العادة السرية قد يسبب احتقانًا في الجهاز التناسلي، مثل: البروستاتا، والبربخ، والجهاز البولي؛ مما يؤدي إلى ألم في الخصية، ونزول قطرات من البول، والحل المفيد -كما أخبرك الطبيب- هو التوقف التام عن ممارسة هذه العادة الضارة صحيًا ودينيًا، وبإرادة الله ثم بعزيمة قوية منك، تستطيع أن تتجاوز هذا الإشكال، مع النية الصادقة والاستعانة بعون الله تعالى.
وفيما يلي بعض النصائح العملية التي بها تتخلص من العادة السرية، والتي استفاد منها الكثير ممن عانوا ممَّا تعاني منه الآن:
• الامتناع عن متابعة الصور والأفلام الخليعة؛ لأنها الأساس في إثارة الشهوة، وتؤدي إلى احتقان الأجهزة التناسلية، ومن ثم تشجع على ممارسة هذه العادة.
• عدم الدخول للمواقع التي تجد فيها الصور أو المقاطع، واستمع دائماً لما يوقظ قلبك، ويشد من عزيمتك.
• ممارسة أي نشاط بدني، كالرياضة أو حتى المشي، فهو يساعد على تفريغ الطاقة الزائدة.
• مقاومة الأفكار والخيالات الجنسية فور بدئها، وبمجرد أن تشعر بأنك بدأت بالتخيل، غيّر المكان الذي أنت فيه إلى مكان آخر؛ لأن الإثارة والتهيج الجنسي يتحكم فيهما الدماغ، وبمجرد شغله بنشاط آخر؛ فإنه يُلغي الإثارة ويمنع تطورها إلى شعور أو متعة، أو ممارسة للعادة السرية.
نعلم أن الأمر فيه بعض الصعوبة في البداية، ولكنك شاب، ونحسب أن لديك الإرادة للقيام بذلك، والله بعونه سوف يساعدك، وبإذن الله تعالى بعد التوقف التام عن ممارسة هذه العادة، ستعود سليمًا معافى في أقرب فرصة، وإذا كانت هناك استطاعة للزواج، فذلك أنفع لحالتك.
حفظك الله من كل سوء، ووفقك لما يحب ويرضى.
_________________________________________
انتهت إجابة الدكتور/ سالم الهرموزي، استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية.
وتليها إجابة الشيخ / خالد عبد الله الصبري، مستشار العلاقات الأسرية والتربوية.
_________________________________________
فأشكرك على ثقتك في إسلام ويب، وأنا أقدّر ما تعانيه، وجوابي لك كالآتي:
أولًا: بالنسبة للعادة السرّية، هي لا شك ولا ريب أنها عادة سيئة، وأكثر العلماء على تحريمها، وهذا مذهب جمهور العلماء لقول الله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَىٰ وَرَاءَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْعَادُونَ﴾ [المعارج: 29-31] والعادة السرّية لها أضرار صحيّة على الإنسان ذكرها المتخصصون، منها: الضعف الجنسي، وضعف وسرعة الإنزال، بالإضافة إلى أن العادة السرّية سببٌ في الاكتئاب وعدم التركيز في القراءة، وغير ذلك من الأضرار البدنية والنفسية.
وهناك بعض الحلول لمواجهة هذه المشكلة، وهي الوقوع في العادة السرّية، منها:
1- المبادرة بالزواج عند الإمكان.
2- الاعتدال في الأكل والشرب حتى لا تثور الشهوة.
3- الصيام، لحديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «يا معشرَ الشبابِ، من استطاع منكم الباءةَ فليتزوجْ، فإنه أغضُّ للبصر، وأحصنُ للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصومِ، فإنه له وجاءٌ» (متفق عليه)، أي وقاية.
4- البعد عن كل ما يهيّج الشهوة من الاستماع إلى الأغاني، والنظر إلى الصور الفاتنة، وكل ما يثير الغريزة في النفس.
ثانيًا: بالنسبة لهذا المرض (البروستاتا)، وإن لم يكن خطيرًا، لكن لا بد من علاجه، والاهتمام بنصائح الطبيب، ومنها الابتعاد عن العادة السرّية.
وبالنسبة لسؤالك: هل هذا المرض عقوبة من الله أم ابتلاء؟ فالجواب: هو ابتلاء من الله تعالى، والإنسان قد يُبتلى، فلابد من الرضا بما قسم الله تعالى، مع مدافعة هذا المرض، والصبر عليه، وتفويض أمرك إلى الله سبحانه وتعالى.
ثالثًا: لا بد أن تعلم أن هذا هو حال الإنسان؛ تتكالب عليه الذنوب والمعاصي، ويحرص الشيطان على إيقاع هذا الإنسان في اليأس والقنوط من رحمة الله تعالى العزيز الغفار، وقد حذّرنا الله تعالى من ذلك في قوله تعالى: ﴿وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ﴾ [يوسف: 87] فاليأس منافٍ للإيمان، ومتوافق مع الكافرين لجهلهم بقدرة الله تعالى وعظيم عفوه، وما ذكرته في سؤالك في قولك: "هل سيغفر الله لي؟" نقول لك: لا تيأس، فالتوبة النصوح من نعمة الله على الإنسان، وقد قال الله تعالى: ﴿وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [النور: 31] ويقول نبينا الكريم ﷺ: «التائبُ من الذنبِ كمن لا ذنبَ له» وفي الحديث القدسي يقول الله تعالى: «يا ابنَ آدمَ، إنك ما دعوتني ورجوتني غفرتُ لك على ما كان منك ولا أُبالي، يا ابنَ آدمَ، لو أتيتني بقرابِ الأرضِ خطايا، ثم لقيتني لا تُشرك بي شيئًا، لأتيتُك بقرابِها مغفرةً» (رواه الترمذي).
رابعًا: الابن الفاضل إسلام، جدّد التوبة إلى الله تعالى، وكلما أحدثت معصية أحدث لها توبة، قال تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ﴾ [الشورى: 25].
وإياك أن يدخُل إليأس والقنوط إلى قلبك؛ فإن الله سبحانه تعالى أرحم الراحمين، وأكرم الأكرمين، وأهم شيء تجديد التوبة، والاعتراف بالذنب والتقصير، وهذا المرض ليس فضيحة ولا عقوبة، بل هو ابتلاء من الله سبحانه وتعالى، وأسأل الله تعالى أن يشفيك.
خامسًا: أدعية للشفاء من الأمراض، وتحتاج إلى اليقين بالله تعالى، وليس مجرد تجربتها، وهي واردة في السنة المطهّرة، ومنها:
1- قراءة سورة الفاتحة والمعوّذتين، قال الله تعالى: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ﴾ [الإسراء: 82]، والقرآن وإن كان كله شفاء، لكن الفاتحة والمعوّذتين قد ورد بخصوصهما أحاديث.
2- قوله ﷺ: «أذهبِ البأسَ ربَّ الناسِ، واشفِ أنتَ الشافي، لا شفاءَ إلا شفاؤُك، شفاءً لا يُغادرُ سقمًا» (متفق عليه).
3- قوله ﷺ لعثمان بن أبي العاص، لما اشتكى إليه وجعًا يجده في جسده، فقال له ﷺ: «ضَعْ يَدَكَ عَلَى الَّذِي تَأَلم مِنْ جَسَدِكَ، وَقُلْ: بِسْمِ اللَّهِ ثَلَاثًا، وَقُلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ: أَعُوذُ بِاللَّهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ وَأُحَاذِرُ» (رواه مسلم).
وبإمكانك الرجوع إلى كتب السنة في هذا الباب، ولا سيما صحيح الكلم الطيب للشيخ الألباني، وحصن المسلم للقحطاني، ففيهما كثير من الأدعية الصحيحة.
نسأل الله تعالى أن يطهر قلبك، ويحصّن فرجك، وأن يرزقك الهدى والتقى والعفاف والغنى.