الارق أتعبني ولا أستطيع النوم، فهل له حل؟
2025-11-03 01:22:39 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أود أن أشارككم حالتي راجيًا منكم التوجيه والمشورة.
أعاني من الأرق منذ عام 2019، وكان ذلك بعد استخدام دواء لعلاج جرثومة المعدة، أثناء فترة العلاج أصبت لأول مرة بحالة أرق، استمرت قرابة خمسة أيام متصلة، مما سبب لي نوبة ذعر شديدة، تواصلت حينها مع طبيب الجهاز الهضمي، فنصحني بإيقاف الدواء، وبالفعل بعدها استطعت النوم بشكل طبيعي.
منذ ذلك الوقت بدأت أعاني من نوبات أرق متكررة من حين لآخر، دون سبب واضح، وفي عام 2021 وصف لي أحد الأطباء دواء سيبرالكس بجرعة 10 ملجم، موضحًا أن مفعوله يحتاج لستة أسابيع، وبفضل الله ثم العلاج، تحسنت حالتي تدريجيًا، لاحقًا حاولت التوقف عن الدواء تدريجيًا، بإشراف الطبيب على مدى ثلاثة أشهر، لكنني واجهت أعراض انسحاب مزعجة، مثل: الشعور بتيارات كهربائية خفيفة في القدمين، فعدت لاستخدامه مرة أخرى بعد فترة، بسبب عودة الأرق.
كما خضعت لاحقًا إلى جلسات علاج سلوكي معرفي للنوم (CBT-I) واستفدت منها كثيرًا، وتعلمت كيفية التعامل مع الأرق، لكن المشكلة ما زالت تعود بين الحين والآخر.
حاليًا ما زلت أتناول السيبرالكس بجرعة 10 ملجم يوميًا، وقد تواصلت مؤخرًا مع طبيب نفسي آخر، أبلغته بأن الدواء لم يعد يساعدني على النوم كما في السابق، وأني أرغب في التوقف عنه تدريجيًا، نصحني الطبيب بإضافة دواء البوسبار بجرعة 10 ملجم ليلًا لمدة أربعة أشهر، بالتزامن مع خفض تدريجي لجرعة السيبرالكس، تمهيدًا للإقلاع عنه.
الأرق لا يزال يؤثر بشكل كبير على حياتي اليومية، حيث أصبحت غير قادر على تحديد المواعيد أو الالتزام بأي ارتباطات مسبقة، لأنني لا أعرف ما إذا كنت سأنام تلك الليلة أم لا، كما أنني أواجه صعوبة شديدة في النوم عند الانتقال، أو المبيت في مكان آخر غير المعتاد.
سؤالي الرئيسي هو: هل يمكن إيقاف السيبرالكس بشكل آمن، مع وجود دواء مساعد مثل الريميرون، أو أي دواء آخر أستخدمه فقط عند الحاجة، أو في حالات الأرق الطارئة -عند استمرار الأرق أكثر من ثلاثة أيام- حتى أستعيد توازني؟
علمًا بأنني أبلغ من العمر 39 عامًا، وأعمل في وظيفة مرموقة، ولدي أسرة، وأرغب بشدة في استعادة توازني النفسي، ونومي الطبيعي بعد هذه المعاناة الطويلة من القلق والأرق، خصوصًا أنني أصبحت أخشى الاستيقاظ أثناء النوم، خوفًا من عدم قدرتي على العودة إليه.
شاكر لكم وقتكم وتعاونكم، وأتطلع لتوصياتكم وخطتكم العلاجية المقترحة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رامي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك –أيها الفاضل الكريم– في استشارات إسلام ويب.
يُعرف أن الأرق بالفعل قد يحدث بعد تناول العلاج الثلاثي، ولكن المهم في الأمر أنه أصلًا ربما يكون لديك –كما تفضلت– بعض الاستعداد لمثل هذا النوع من القلق والأرق.
بالنسبة للسيبرلكس Cipralex –أيها الفاضل الكريم– يُعرف أنه قد يسبب آثارًا انسحابية عند التوقف، لكن لا تكون شديدة، خاصة مع جرعة الـ (10 ملغ).
أنا أعتقد أنك تعرضت لما اعتبرته آثارًا انسحابية شديدة مزعجة، هي في الحقيقة ليست كلها آثارًا انسحابية، فيها جزء كبير جدًّا أنك في حاجة للدواء، وأن لديك نواة قلقية لا زالت موجودة، لذلك افتقاد الدواء يضاعف ما يشبه الأعراض الانسحابية، أعتقد أن هذه هي الديناميات الخاصة بهذه الظاهرة.
عمومًا الآن أنا أوصيك طبعًا بتحسين الصحة النومية لديك، وهذا هو الأمر الجوهري: أن تتجنب النوم النهاري، أن تتجنب السهر، أن تمارس الرياضىة، وأن تثبت وقت نومك، وتكون وجبة العشاء مبكرة وخفيفة، وأن تحرص على الأذكار، وكذلك التمارين الاسترخائية قبل النوم.
أعتقد في مثل عمرك، ربما تكون هنالك حاجة لتناول الميلاتونين Melatonin، علمًا بأن الميلاتونين يحتاج لوقت لتظهر فعاليته، لأنه يعتمد على البناء الكيميائي التدريجي والأثر التجمعي، فيمكن أن تتناول الميلاتونين بجرعات (5 ملغ)، لا بأس في ذلك، فهو مستحضر طبيعي جدًّا.
والشيء الآخر –كما ذكرت لك– حاول أن تُحسِّن صحتك النومية من خلال الآليات التي ذكرناها.
والأمر الثالث –أيها الفاضل الكريم– أنا أرى أن تتناول البروزاك - Prozac ليكون بديلًا عن السيبرلكس، لأن البروزاك حقيقة له إفرازات ثانوية، لذا ليس لديه أي أعراض انسحابية، خفض السبرلكس، اجعله (5 ملغ)، وابدأ في تناول البروزاك بجرعة (20 ملغ)، تناوله صباحًا طبعًا، لأن البروزاك أيضًا يساعد على زيادة اليقظة في بعض الأحيان، وبعد عشرة أيام توقف عن السبرلكس تمامًا، واستمر على البروزاك لمدة شهرين، ثم بعد ذلك يمكنك التوقف عن البروزاك بدون أي تدرج.
ولتحسين النوم بجانب ما ذكرناه سلفًا، يمكن أن تستمر على الريميرون Remeron عند اللزوم، فليس هنالك ما يمنع ذلك أبدًا، حيث إنه دواء إيجابي جدًّا فيما يتعلق بالنوم، ولا يسبب الإدمان، وهذا هو المهم، وطبعًا الجرعات الصغيرة أفيد، الجرعات الصغيرة من الريميرون أفيد كثيرًا من الجرعات الكبيرة، وأقصد بذلك أن تتناول (7,5 ملغ) إلى (15 ملغ).
هنالك دواء آخر يشبه الريميرون، وهو الترازيدون - Trazodone، هو دواء رائع جدًا، لكن الترازيدون يحتاج لأن تتناوله بانتظام، بجرعة (50 ملغ) ليلًا لمدة شهر على الأقل.
هذا هو الذي أود أن أنصحك به، وأشكرك كثيرًا على ثقتك في استشارات إسلام ويب.