[ ص: 316 ]  6916  - حدثنا  سلمة بن شبيب  ، نا  عبد الرزاق  ، أنا  معمر  ، عن  ثابت  ، عن  أنس  ، قال : افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر ، فقال الحجاج بن علاط   : يا رسول الله ، إن لي بمكة  مالا ، وإن لي بها أهلا ، وإني أريد أن آتيهم ، فأنا في حل إن أنا نلت منك ، أو قلت شيئا ؟ فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول ما شاء ، فأتى امرأته حين قدم ، فقال : اجمعي لي ما كان عندك ، فإني أريد أن أشتري من غنائم محمد  وأصحابه ، فإنهم قد استبيحوا ، وأصيبت أموالهم ، قال : وفشا ذلك بمكة  ، فانقمع المسلمون ، وأظهر المشركون فرحا وسرورا ، قال : وبلغ الخبر العباس بن عبد المطلب  ، فقعد في مجلسه ، وجعل لا يستطيع أن يقوم . 
قال معمر  ، فأخبرني عثمان الجزري  ، عن مقسم  ، قال : فأخذ العباس  ابنا له ، يقال له : قثم  ، يشبه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واستلقى فوضعه على صدره ، وهو يقول : حبي قثم  ، شبيه ذي الأنف الأشم ، نبي ذي النعم ، برغم من رغم . 
قال معمر   : قال  ثابت  ، عن  أنس   : ثم أرسل إلى الحجاج بن علاط  ، فقال : ويلك ، ماذا جئت به ؟ فقال الحجاج  لغلامه : أقرئ أبا الفضل  السلام ، وقل له : فليختل في بعض بيوته لابنه ، فإن الأمر على ما يسره ، فجاء غلامه ، فلما بلغ الباب ، قال : أبشر أبا الفضل  ، فوثب العباس  فرحا ، فقبل بين عينيه ، فأخبره بما قال الحجاج  ، فاعتنقه ، ثم جاء الحجاج  ، فأخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد افتتح خيبر  ، وغنم أموالهم ، وجرت سهام الله في أموالهم ، واصطفى رسول الله صلى الله عليه وسلم  صفية ابنة حيي  ، واتخذها لنفسه ، وخيرها بين أن يعتقها وتكون زوجته ، وبين أن تلحق بأهلها ، فاختارت أن يعتقها وتكون زوجته ، ولكن جئت لمال كان لي هاهنا ، أن أجمعه فأذهب به ، فاستأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأذن لي أن أقول ما شئت ، فأخف عني ثلاثا ، ثم قل ما بدا لك ، فجمعت امرأته ما كان عندها من حلي ، أو متاع ، فجمعته ، فدفعته إليه . 
فلما كان بعد ثلاثة ، أتى العباس   [ ص: 317 ] امرأة الحجاج ، فقال لها : ما فعل الحجاج  ؟ فأخبرته أنه قد ذهب ، وقالت : لا يحزنك أبا الفضل  الذي بلغك ، فقال : أجل ، لا يحزنني الله ، ولم يكن بحمد الله إلا ما أحببنا ، أخبرني الحجاج  أن الله تبارك وتعالى فتح خيبر  على رسوله ، وجرت سهام الله تعالى ، واصطفى  صفية  لنفسه ، فإن كان لك حاجة في زوجك فالحقي به ، قالت : أظنك والله صادقا ، قال : فإني صادق ، والأمر على ما أخبرتك . 
قال : ثم ذهب حتى أتى مجالس قريش  ، وهم يقولون : لا يصيبك إلا خيرا يا أبا الفضل  ، قال : لم يصبني إلا خير بحمد الله ، أخبرني الحجاج بن علاط  أن خيبر  فتحها الله على رسوله ، وجرت فيها سهام الله ، واصطفى  صفية  لنفسه ، وقد سألني أن أخفي عنه ثلاثا ، وإنما جاء ليأخذ ماله ، وما كان له من شيء هاهنا ، ثم يذهب ، قال : فرد الله الكآبة التي كانت بالمسلمين على المشركين ، وخرج المسلمون من كان دخل بيته مكتئبا ، حتى أتوا العباس  ، فأخبرهم الخبر ، فسر المسلمون ، ورد الله ما كان من كآبة أو حزن على المشركين   . 
وهذا الحديث لا نعلم رواه عن  ثابت  ، عن  أنس  ، إلا معمر   . 
 6917  - حدثنا الحسين بن مهدي  ، أنا  عبد الرزاق  ، أنا  معمر  ، عن  ثابت  عن  أنس   . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					