[ ص: 151 ]  12 - باب تزويج النبي صلى الله عليه وسلم من شاء من النساء بغير صداق لنفسه ولغيره 
 1584  - قال  عبد بن حميد   : حدثنا عبد الرحيم بن هارون الواسطي الغساني  ، ثنا فائد بن عبد الرحمن  ، عن  عبد الله بن أبي أوفى  رضي الله عنه ، قال : والله إنا لجلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذ جاء أعرابي فقال : يا رسول الله ، أهلكني الشبق والجوع ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " يا أعرابي ، الشبق والجوع ؟ " قال : هو ذاك ، قال صلى الله عليه وسلم : " فاذهب ، فأول امرأة تلقاها ليس لها زوج فهي امرأتك " . 
فقال الأعرابي : فدخلت نخل بني النجار  ، فإذا جارية تخترف في زنبيل ، فقلت لها : يا ذات الزنبيل ، هل لك زوج ؟ قالت : لا ، قال : انزلي ، فقد زوجنيك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : فنزلت ، فانطلقت معها إلى منزلها ، فقالت لأبيها : إن هذا الأعرابي أتاني وأنا أخترف في الزنبيل ، فسألني : هل لك زوج ؟ فقلت : لا ، فقال : انزلي ، فقد زوجنيك رسول الله صلى الله عليه وسلم . 
فخرج أبو الجارية إلى الأعرابي ، فقال الأعرابي : ما ذات الزنبيل منك ؟ قال : ابنتي ، قال : هل لها زوج ؟ قال : لا ، قال : فقد زوجنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم . 
فانطلقت الجارية وأبو الجارية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخبره ، فقال  [ ص: 152 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هل لها زوج ؟ " قال : لا ، قال صلى الله عليه وسلم : " اذهب ، فأحسن جهازها ، ثم ابعث بها إليه " . 
فانطلق أبو الجارية فجهز ابنته ، وأحسن القيام عليها ، ثم بعث معها بتمر ولبن . فجاءت به إلى بيت الأعرابي ، وانصرف الأعرابي إلى بيته ، فرأى جارية مصنعة ، ورأى تمرا ولبنا ، فقام إلى الصلاة . 
فلما طلع الفجر غدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وغدا أبو الجارية على ابنته ، فقالت : والله ما قربنا ولا قرب تمرنا ولا لبننا ! 
قال : فانطلق أبو الجارية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره ، فدعا الأعرابي فقال : " يا أعرابي ، ما منعك أن تكون ألممت بأهلك ؟ " قال : يا رسول الله ، انصرفت من عندك ، ودخلت المنزل وإذا بجارية مصنعة ، ورأيت تمرا ولبنا ، فكان يجب علي أن أحيي ليلتي إلى الصبح - يعني شكرا - فقال صلى الله عليه وسلم : " يا أعرابي ، اذهب فألم بأهلك   ". 
 [ ص: 153 ]  [ ص: 154 ] 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					