[ ص: 617 ]  2629  - وقال  أبو يعلى   : حدثنا  داود بن رشيد  ، عن  إسماعيل بن عياش  ، عن ابن خثيم  ، عن  شهر بن حوشب  ، عن  أسماء بنت يزيد  رضي الله عنها قالت : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسل سرية ضاحية مضر  ، فنزلوا بأرض صحراء ، فلما أصبحوا إذا هم بقبة ، فإذا بفنائها غنم مراحة ، فأتوا صاحب الغنم ، فوقفوا عليه ، فقالوا : أجزرنا ، فأخرج لهم شاة ، فسخطوها ، ثم أخرج لهم شاة أخرى فسخطوها ، فقال : ما في غنمي إلا فحلها أو شاة ربى ، فأخذوا شاة من الغنم ، فلما أظهروا ، وليس معهم ظلال يستظلون بها من الحر ، وهم بأرض لا ظلال فيها ، وقد قال الأعرابي غنمه في ظلته ، فقالوا : نحن أحق بالظل من هذه الغنم ، فأتوه ، فقالوا : أخرج غنمك المستظل في هذا الظل ، فقال : إنكم متى تخرجون غنمي تمرض ، وتطرح أولادها ، وأنا امرؤ قد تزكيت ، وأسلمت ، فأخرجوا غنمه ، فلم يكن إلا ساعة ، حتى تناغرت ، وطرحت أولادها ، فأقبل الأعرابي سريعا ، حتى قدم المدينة  على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخبره بالذي صنع به ، فغضب من ذلك غضبا شديدا ، ثم أجلسه ، حتى قدم القوم ، فسألهم ، فقالوا : كذب ، فسري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض الغضب ، فقال الأعرابي : والذي أقسم به ، إني لأرجو أن يخبرك الله بخبري وخبرهم ، فوقع في نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه صادق ، فانتجاهم رجلا رجلا ، فلما انتجى منهم رجلا فناشده الله تعالى إلا حدثه كما حدثه الأعرابي ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : " أيها الناس ، فلا يحملنكم أن تتابعوا في الكذب كما يتتابع الفراش في النار ، كل الكذب يكتب على ابن آدم إلا ثلاث خصال : امرؤ كذب امرأته لترضى عنه   ... " الحديث . 
 [ ص: 618 ] ورواه مسلمة بن علقمة  ، عن داود  ، عن  شهر بن حوشب  ، عن النواس  أيضا مطولا . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					