أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي  ، وأبو محمد بن أبي حامد المقرئ،  قالوا: أنبأنا  أبو العباس محمد بن يعقوب  ، حدثنا  العباس بن محمد الدوري  ، حدثنا حمدان بن الأصبهاني،  حدثنا شريك،  عن عمر بن عبد الله بن يعلى بن مرة،  عن أبيه، عن جده، قال: رأيت من النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أشياء ما رآها أحد قبلي: كنت معه في طريق  [ ص: 23 ] مكة  ، فمر بامرأة معها ابن لها، به لمم، ما رأيت لمما أشد منه، فقالت: يا رسول الله، ابني هذا كما ترى، فقال: "إن شئت دعوت له" ، فدعا له، ثم مضى فمر على بعير ناد جرانه يرغو، فقال: "علي بصاحب هذا" ، فجيء به، فقال: "هذا يقول نتجت عندهم فاستعملوني، حتى إذا كبرت أرادوا أن ينحروني" . 
قال: ثم مضى فرأى شجرتين متفرقتين، فقال لي: "اذهب، فمرهما فلتجتمعا لي" . 
قال: فاجتمعتا، فقضى حاجته،  قال: ثم مضى فلما انصرف مر على الصبي وهو يلعب مع الصبيان وقد هيأت أمه أكبشا، فأهدت له كبشين، وقالت: ما عاد إليه شيء من اللمم، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من شيء إلا يعلم أني رسول الله، إلا كفرة - أو فسقة - الجن والإنس" رواه  عطاء بن السائب  ، عن عبد الله بن حفص،  عن يعلى بن مرة الثقفي  ، كما أخبرنا  أبو الحسين بن بشران العدل  ، ببغداد  ، أنبأنا إسماعيل بن محمد الصفار  ، حدثنا  أحمد بن منصور الرمادي  ، حدثنا  عبد الرزاق،  أنبأنا معمر،  عن  عطاء بن السائب  ، عن عبد الله السائب،  عن عبد الله بن حفص،  عن يعلى بن مرة الثقفي،  قال: ثلاثة أشياء رأيتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم: بينا نحن نسير معه إذ مررنا ببعير يستقى عليه، قال: فلما رآه البعير جرجر، ووضع جرانه، فوقع عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: "أين صاحب هذا البعير؟" فجاءه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "بعنيه" ، قال: بل نهبه لك يا رسول الله، قال: "بل بعنيه" . 
قال بل نهبه لك، وإنه لأهل بيت ما لهم معيشة غيره، قال: "أما إذ ذكرت هذا من أمره فإنه قد شكى كثرة العمل، وقلة العلف، فأحسنوا إليه" . 
قال: ثم سرنا حتى نزلنا منزلا فنام النبي صلى الله عليه وسلم، فجاءت شجرة تشق الأرض  [ ص: 24 ] حتى غشيته ثم رجعت إلى مكانها، فلما استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرت له، فقال: "هي شجرة استأذنت ربها في أن تسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأذن لها" ، قال: ثم سرنا فمررنا بماء فأتته امرأة بابن لها به جنة، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بمنخره، ثم قال: "اخرج، إني محمد،  إني رسول الله"   . 
قال ثم سرنا فلما رجعنا من مسيرنا مررنا بذلك الماء، فأتته المرأة بجزر ولبن، فأمر لها أن ترد الجزر، وأمر أصحابه فشربوا اللبن، فسألها عن الصبي فقالت: والذي بعثك بالحق ما رأينا منه ريبا بعدك. 
الرواية الأولى عن يعلى بن مرة  في أمر الشجرتين أصح لموافقتها رواية  جابر بن عبد الله الأنصاري  ، إلا أن يكون أمر الشجرة في هذه الرواية حكاية عن واقعة أخرى. 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					