باب كراهية تجصيص القبر والبناء عليه.
1517 - أخبرنا محمد بن الحسن، أنا أبو العباس الطحان ، أنا أبو أحمد محمد بن قريش ، أنا علي بن عبد العزيز، أنا أبو عبيد القاسم بن سلام ، نا إسماعيل بن علية، عن أيوب، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله، قال: "نهى عن تقصيص القبور"، فقيل له: عن النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: ذلك أراد.
والتقصيص: هو التجصيص، والقصة: الجص.
وهذا حديث صحيح، رواه مسلم، عن أبي بكر بن أبي شيبة ، عن حفص بن غياث، عن ابن جريج ، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تجصص القبور، وأن يكتب عليها، وأن توطأ" [ ص: 406 ] ورأى ابن عمر ، فسطاطا على قبر عبد الرحمن، فقال: انزعه يا غلام، فإنما يظله عمله.
ولما مات الحسن بن الحسن بن علي ضربت امرأته القبة على قبره سنة، ثم رفعته، فسمعوا صائحا، يقول: ألا هل وجدوا ما فقدوا، فأجابه آخر: بل يئسوا فانقلبوا.
فأما الجريد على القبر، فلا بأس به، فإن ابن عباس ، روى أن النبي صلى الله عليه وسلم "مر بقبرين يعذبان، ثم أخذ جريدة رطبة فشقها بنصفين، ثم غرز في كل قبر واحدة". [ ص: 407 ] .
وأوصى بريدة الأسلمي، أن يجعل في قبره جريدتان.
وقد رخص قوم في تطيين القبور، منهم الحسن البصري، وقال الشافعي : لا بأس أن يطين القبر. [ ص: 408 ] .


