751  - حدثنا  حميد  قال  أبو عبيد :  قوله " بنو فلان على رباعتهم " والصواب عندي الرباعة ، قال : وهكذا حدثناه  ابن بكير  عن  الليث بن سعد ،  الرباعة هي المعاقل ، وقد يقال : فلان على رباعة قومه : إذا كان المتقلد لأمورهم ، والوافد على الأمراء فيما ينوبهم وقوله " إن المؤمنين لا يتركون مفرحا أن يعينوه في فداء أو عقل " المفرح : المثقل بالدين ، فيقول : عليهم أن يعينوه ، إن كان أسيرا فك من أسره ، وإن كان جنى جناية خطأ عقلوا عنه وقوله " لا يجير مشرك مالا لقريش "  يعني اليهود الذين كان وادعهم ، يقول : فليس من موادعتهم أن يجيروا أموال أعدائه ، ولا يعينوهم عليه وقوله  " ومن اعتبط مؤمنا قتلا فهو قود " الاعتباط أن يقتله بريئا محرم الدم ،  وأصل الاعتباط في الإبل أن تنحر بلا داء يكون بها وقوله إلا أن يرضي أولياء المقتول بالعقل " : فقد جعل صلى الله عليه وسلم الخيار في القود أو الدية إلى أولياء القتيل  ، وهذا مثل حديثه الآخر  [ ص: 472 ]  " ومن قتل له قتيل فهو بأحد النظرين ، إن شاء قتل وإن شاء أخذ الدية " وقوله " لا يحل لمؤمن أن ينصر محدثا أو يؤويه " المحدث : كل من أتى حدا من حدود الله ، فليس لأحد منعه من إقامة الحد عليه ،  وهذا شبيه بقوله الآخر  " من حالت شفاعته دون حد من حدود الله ، فقد ضاد الله في أمره " وقوله " إن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين " فهو النفقة في الحرب خاصة ، شرط عليهم المعاونة له على عدوه ، ونرى أنه إنما كان يسهم لليهود إذا غزوا مع المسلمين لهذا الشرط الذي شرط عليهم من النفقة ، ولولا هذا لم يكن لهم في غنائم المسلمين سهم وقوله " إن يهود بني عوف  أمة من المؤمنين " إنما أراد نصرهم المؤمنين ، ومعاونتهم إياهم على عدوهم ، بالنفقة التي شرطها عليهم ، فأما الدين فليسوا منه في شيء ، ألا تراه قد بين ذلك فقال : " لليهود دينهم ، وللمؤمنين دينهم " وقوله " لا يوتغ إلا نفسه " يقول : لا يهلك غيرها ، يقال : قد وتغ الرجل وتغا : إذا وقع في أمر يهلكه ، وقد أوتغه غيره ، وإنما كان هذا الكتاب - فيما يروى - حدثان مقدم  [ ص: 473 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ،  قبل أن يظهر الإسلام ويقوى ، وقبل أن يؤمر بأخذ الجزية من أهل الكتاب ، وكانوا ثلاث فرق : بنو القينقاع ،  والنضير ،  وقريظة ،  فأول فرقة غدرت ، ونقضت الموادعة بنو قينقاع ،  وكانوا خلفاء عبد الله بن أبي ،  فأجلاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المدينة ،  ثم بنو النضير  ثم قريظة ،  فكان من إجلائه أولئك وقتله هؤلاء ما قد ذكرناه في كتابنا هذا . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					