ص -  المعتزلة   لما أنكروا  كلام النفس      - قالوا : قول القائل لمن دونه " افعل " ونحوه .  
 [ ص: 13 ] ويرد التهديد وغيره ، والمبلغ والحاكي والأدنى .  
وقال قوم : صيغة " افعل " بتجردها عن القرائن الصارفة عن الأمر .  
وفيه تعريف الأمر بالأمر .  
وإن أسقطه بقيت صيغة " افعل " مجردة .  
وقال قوم : صيغة " افعل " بإيرادات ثلاث : وجود اللفظ ، ودلالته على الأمر ، والامتثال .  
فالأول : عن النائم ، والثاني : عن التهديد ونحوه : والثالث ، عن المبلغ .  
وفيه تهافت ; لأن المراد إن كان اللفظ - فسد ; لقوله : وإرادة دلالتها على الأمر .  
( وإن كان المعنى فسد ; لقوله : الأمر : صيغة " افعل " ) .  
وقال قوم : الأمر : إرادة الفعل .  
ورد بأن السلطان لو أنكر متوعدا بالإهلاك ضرب سيد لعبده ، فادعى مخالفته فطلب تمهيد عذره بمشاهدته ، فإنه يأمر ولا يريد ; لأن العاقل لا يريد هلاك نفسه .  
 [ ص: 14 ] وأورد مثله على الطلب ; لأن العاقل لا يطلب هلاك نفسه ، وهو لازم .  
والأولى : لو كان إرادة لوقعت المأمورات كلها ؛ لأن معنى الإرادة : تخصيصه بحال حدوثه . فإذا لم يوجد لم يتخصص .  
     	
		
				
						
						
