74 - باب ذكر البيان أن الصديقين يتلون النبي صلى الله عليه وسلم في الشفاعة يوم القيامة ثم سائر الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ، يتلون الصديقين ، ثم الشهداء يتلون الأنبياء عليهم السلام إن صح الحديث) . 
 [ ص: 735 ]  1 - (  468  ) : حدثنا  أحمد بن سعيد الدارمي ،  وأحمد بن منصور المروزي  قال الدارمي :  حدثني ، وقال المروزي :  أخبرنا  النضر بن شميل ،  قال : أخبرنا أبو نعامة ،  قال : ثنا أبو هنيدة البراء بن نوفل ،  عن والان ،  عن  حذيفة  عن  أبي بكر الصديق ،  قال :  (أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ، فصلى الغداة ، ثم جلس ، حتى إذا كان من الضحى ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم جلس مكانه ، حتى صلى الأولى ، والعصر والمغرب ، كل ذلك ، لا يتكلم حتى صلى العشاء الآخرة ، ثم قام إلى أهله ، فقال الناس  لأبي بكر :  سل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شأنه ، صنع اليوم شيئا ، لم يصنعه قط ، فقال : نعم ، (فسأله ، فقال) : عرض على ما هو كائن من أمر الدنيا والآخرة ، يجمع الأولون والآخرون بصعيد واحد ، ففظع الناس بذلك ، حتى انطلقوا إلى آدم ،  والعرق يكاد يلجمهم ، فقالوا : يا آدم ،  أنت أبو البشر ، وأنت اصطفاك الله ، اشفع لنا إلى ربك ، فقال : لقد لقيت مثل الذي لقيتم ، انطلقوا إلى أبيكم بعد أبيكم إلى نوح ،  إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم ( وآل عمران ) على العالمين  ، فينطلقون إلى نوح  فيقولون : اشفع لنا إلى ربك ، فأنت اصطفاك الله ، واستجاب لك في دعائك ، ولم يدع على الأرض من الكافرين ديارا ، فيقول : ليس ذاكم عندي ، انطلقوا إلى إبراهيم ،  فإن الله اتخذه خليلا ، فيأتون إبراهيم ،  فيقول : ليس ذاكم عندي ، ولكن انطلقوا إلى موسى ،  فإن الله كلمه تكليما ، فيقول موسى :  ليس ذاك عندي ، ولكن انطلقوا إلى عيسى ابن مريم ،  فإنه كان يبرئ الأكمه والأبرص (ويحيي الموتى) فيقول عيسى :  ليس ذاك عندي ، ولكن انطلقوا إلى سيد ولد آدم ، وأول من تنشق عنه الأرض  [ ص: 736 ] يوم القيامة ، انطلقوا إلى محمد  صلى الله عليه وسلم ، فليشفع لكم إلى ربكم ، قال : فينطلق فيأتي جبريل  ربه ، فيقول الله تبارك وتعالى : ائذن له وبشره بالجنة ، قال : فينطلق به جبريل ، فيخر ساجدا قدر جمعة ، ثم يقول الله عز وجل : ارفع رأسك يا محمد ،  وقل ، يسمع ، واشفع ، تشفع ، وقال : فيرفع رأسه ، فإذا نظر إلى ربه عز وجل ، خر ساجدا قدر جمعة أخرى ثم يقول الله : يا محمد  ارفع رأسك ، وقل ، يسمع لك ، واشفع ، تشفع ، قال : فيذهب ، ليقع ساجدا ، قال : فيأخذ جبريل  بضبعيه ، فيفتح الله عليه من الدعاء شيئا لم يفتحه على بشر قط ، فيقول : أى رب ، جعلتني سيد ولد آدم ، ولا فخر ، وأول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة ، ولا فخر ، حتى إنه ليرد على الحوض أكثر مما بين صنعاء وأيلة ، ثم يقال : ادع الصديقين ، ليشفعوا ، ثم يقال : ادع الأنبياء ، قال : فيجيء النبي ومعه العصابة ، والنبي ومعه الخمسة والستة والنبي وليس معه أحد ، ثم يقال : ادع الشهداء ، فيشفعون لمن أرادوا ، فإذا فعلت الشهداء ذلك ، قا : يقول الله تبارك وتعالى : أنا أرحم الراحمين ، أدخلوا جنتي من كان لا يشرك بالله شيئا ، قال : فيدخلون الجنة ، قال : فيقول الله تبارك وتعالى : انظروا في النار ، هل تلقون من أحد عمل خيرا قط قال : فيجدون في النار رجلا ، فيقال له : هل عملت خيرا  [ ص: 737 ] قط ؟ فيقول : لا ، غير أني كنت أسامح الناس في (البيع والشراء) قال : فيقول الله عز وجل : اسمحوا لعبدي كإسماحه إلى عبيدي ، ثم يخرجون من النار رجلا آخر فيقال له : هل عملت خيرا قط ؟ قال : لا ، غير أني أمرت ولدي إذا أنا مت فأحرقوني بالنار ، ثم اطحنوني حتى إذا كنت مثل الكحل ، فاذهبوا بي إلى البحر ، فاذروني في الريح (والله لا يقدر على رب العالمين أبدا) فقال الله ، لم فعلت ذلك ؟ قال : من مخافتك ، قال : فيقول تعالى : انظر إلى ملك أعظم ملك ، فإن لك عشرة أضعاف ذلك ، قال : فيقول : أتسخر بي وأنت الملك ؟ فذاك الذي ضحكت منه   (من الضحى) هذا لفظ حديث  أحمد بن منصور .  
قال  أبو بكر :  إنما استثنيت صحة الخبر في الباب ، لأني في الوقت الذي ترجمت الباب لم أكن أحفظ في ذلك الوقت عن والان ، خبرا غير هذا الخبر ، فقد روى (عنه مالك بن عمير الحنفي ،  غير أنه قال : العجلي لا العدوي . 
 [ ص: 738 ] 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					