الفصل الثامن عشر في ذكر الأخبار من شكوى البهائم والسباع وسجودها لرسول الله صلى الله عليه وسلم وما حفظ من عهده من كلامها
فمنه كلام الذئب :
270 - حدثنا فاروق الخطابي قال ثنا عباس قال ثنا هشام بن علي السيرافي ، قال ثنا هريم بن عثمان وأبو عمر الحوضي وهدبة بن خالد . وثنا سليمان بن أحمد قال ثنا عباس الأسفاطي قال ثنا أبو الوليد الطيالسي قالوا ثنا القاسم بن الفضل الحداني عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال : بينما راع يرعى بالحرة إذ انتهز الذئب شاة فتبعه الراعي ، فحال بينه وبينها ، فأقبل الذئب على الراعي فقال : يا راعي ألا تتقي الله ، تحول بيني وبين رزق ساقه الله إلي ؟ فقال الراعي : العجب من ذئب مقع على ذنبه يكلمني بكلام الإنس ، فقال الذئب : ألا أخبرك بما هو أعجب من هذا ، هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الحرتين يدعو الناس إلى أنباء ما قد سبق ، فساق الراعي شاءه حتى أتى إلى المدينة فزواها إلى زاوية من زواياها ، ثم دخل [ ص: 374 ] على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بما قال للذئب . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : صدق الراعي ، ألا إنه من أشراط الساعة كلام السباع الإنس ، والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى يكلم السباع الإنس وحتى يكلم الرجل شراك نعله ، ويحدثه سوطه ويخبره بما أحدث أهله بعده .


