17 - باب الإحداد 
 2817  - أنبأنا أبو علي الحسين بن محمد الفقيه ،  أنبأنا  أبو داود ،  أخبرنا  القعنبي ،  عن  مالك ،  عن عبد الله أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ،  عن حميد بن نافع ،  عن  زينب بنت أبي سلمة ،  أنها أخبرته هذه الأحاديث الثلاثة ؛ قالت  زينب :  دخلت على  أم حبيبة ،  زوج النبي صلى الله عليه وسلم حين توفي أبوها سفيان بن حرب ،  فدعت  أم حبيبة  بطيب فيه صفرة خلوق أو غيره ، فدهنت به جارية ، ثم مسحت بعارضيها . ثم قالت : والله ما لي بالطيب من حاجة ، غير أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد على ميت فوق ثلاث ليال إلا على زوج أربعة أشهر وعشرا " .  
قالت  زينب :   " ثم دخلت على  زينب بنت جحش ،  زوج النبي صلى الله عليه وسلم حين توفي أخوها ، فدعت بطيب فمست منه " ، ثم قالت : والله مالي بالطيب : حاجة . غير أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر تحد على ميت فوق ثلاث ليال إلا على زوج أربعة أشهر وعشرا " .  
قالت  زينب :  وسمعت أمي  أم سلمة ،  زوج النبي صلى الله عليه وسلم تقول : جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله . إن ابنتي توفي عنها زوجها . وقد اشتكت عينيها . أفتكحلهما ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا " مرتين أو ثلاثا ، كل ذلك يقول : " لا " ثم قال " إنما هي أربعة أشهر وعشرا " . وقد كانت إحداكن في  [ ص: 164 ] الجاهلية ترمي بالبعرة على رأس الحول .  
قال حميد بن نافع .  فقلت لزينب :   " وما ترمي بالبعرة على رأس الحول ؟ " فقالت  زينب :   " كانت المرأة إذا توفي عنها زوجها دخلت حفشا ولبست شر ثيابها . ولم تمس طيبا ولا شيئا حتى تمر بها سنة . ثم تؤتى بدابة ؛ حمار أو شاة أو طير . فتفتض به . فقلما تفتض بشيء إلا مات . ثم تخرج فتعطى بعرة فترمي بها . ثم تراجع بعد ، ما شاءت من طيب أو غيره " . 
 2818  - وأخبرنا أبو طاهر محمد بن محمش الفقيه الزنادي ،  أنبأنا  أبو بكر محمد بن الحسين القطان ،  أخبرنا إبراهيم بن الحارث البغدادي ،  أنبأنا  يحيى بن بكير ،  أخبرنا  إبراهيم بن طهمان  قال : حدثني  هشام بن حسان ،  عن  حفصة بنت سيرين ،  عن  أم عطية الأنصارية ،  قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  " لا تحد المرأة فوق ثلاثة أيام ، إلا على زوجها فإنها تحد أربعة أشهر وعشرا ، لا تلبس ثوبا مصبوغا إلا ثوب عصب ، ولا تكتحل ولا تختضب ، ولا تمس طيبا إلا إذا طهرت من حيضتها ، نبذة من قسط أو أظفار " .  
وكذلك رواه جماعة عن  هشام   " إلا ثوب عصب " .  
ورواه  عيسى بن يونس ،  عن  هشام :   " ولا ثوب عصب " .  
 [ ص: 165 ] وكذلك قاله  محمد بن المنهال ،  عن  يزيد بن زريع ،  عن  هشام ،  وهو عند اهل العلم بالحديث وهم ، فقد رواه عباس بن الوليد النرس ،  عن  يزيد بن زريع ،  كما رواه الجماعة ، ورواه ايوب الشيباني ،  عن  حفصة بنت سيرين  وقال في الحديث :  " إلا ثوب عصب " ، وقال  يعقوب الدورقي ،  عن يحيى بن أبي بكر :   " إلا ثوبا مغسولا "  ورواية إبراهيم بن الحارث  أصح لموافقتها رواية الجماعة عن  هشام ،  عن  أيوب ،  عن  حفصة .  
 2819  - وحدثنا  أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني ،  أخبرنا  أبو بكر محمد بن الحسين القطان ،  أخبرنا إبراهيم بن الحارث ،  أخبرنا  يحيى بن أبي بكير ،  أخبرنا  إبراهيم بن طهمان ،  حدثني بديل ميسرة  عن الحسن بن مسلم ،  عن  صفية بنت شيبة ،  عن  أم سلمة  زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :  " المتوفى عنها زوجها لا تلبس المعصفر من الثياب ولا الممشقة ، ولا الحلي ، ولا تختضب ، ولا تكتحل " .  
ورواه  معمر ،  عن بديل  فوقفه على  أم سلمة .  
 2820  - وأخبرنا  أبو علي الروذباري ،  أنبأنا  أبو بكر بن داسة ،  أخبرنا  أبو داود ،  أخبرنا  أحمد بن صالح ،  أخبرنا  ابن وهب ،  أخبرني مخرمة بن بكير ،  عن أبيه ، قال سمعت المغيرة بن الضحاك  يقول : أخبرتني  أم حكيم بنت أسيد ،  عن أمها : أن زوجها توفي ، فأرسلت مولاة لها إلى  أم سلمة  فسألتها عن كحل الجلاء ، فقالت : " لا تكتحلي إلا من أمر لا بد منه يشتد عليك ، فتكتحلي بالليل وتمسحينه بالنهار " ، ثم قالت عند ذلك  أم سلمة :  دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم حين توفي  أبو سلمة  وقد جعلت على عيني صبرا ، فقال : " ما هذا يا  أم سلمة ؟ "  فقلت : إنما هو صبر يا رسول الله ، ليس فيه طيب ، قال : " إنه يشب الوجه فلا تجعليه إلا بالليل وتنزعيه بالنهار ، ولا تمتشطي بالطيب ولا بالحناء ، فإنه خضاب " . 
 [ ص: 166 ] قالت قلت : بأي شيء أمتشط يا رسول الله ؟ قال : " بالسدر تغلفين به رأسك " .  
				
						
						
