5 - قال الإمام أحمد البيهقي رضي الله عنه : وترجيح الأخبار إذا اختلفت بكثرة الرواة ، وزيادة الحفظ والمعرفة ، وتقدم الصحبة من الأمور المعروفة فيما بين أهل المعرفة بالحديث ، وقد أخبر ذو اليدين رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهوه ، فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم على القوم ، فقال : " أصدق ذو اليدين ؟ " فقالوا : نعم .
وفي رواية أخرى : فأومؤوا : أي نعم .
6 - فإن كان النبي صلى الله عليه وسلم لم يعرف من حال ذي اليدين ما يوجب قبول خبره ، فلذلك [ ص: 93 ] سأل القوم
7 - وفيه دلالة على أنه لا يجوز قبول خبر المجهولين حتى يعلم من أحوالهم ما يوجب قبول أخبارهم .
8 - وإن كان عرف ذلك ولكنه أحب الاستظهار لأن الأخبار كلما تظاهرت كان أثبت للحجة وأطيب لنفي السامع .
9 - ففيه دلالة على وقوع الترجيح بكثرة الرواة . والله أعلم .
10 - وروينا عن عبد الله بن عمر بن الخطاب أن سعد بن أبي وقاص أخبره عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه مسح على الخفين ، وأن ابن عمر سأل عمر عن ذلك فقال : نعم ! إذا حدثك سعد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا فلا تسأل غيره .


