وذكر أبو بكر أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري في كتاب (فتوح البلدان) له; أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للأنصار ليست لإخوانكم من المهاجرين أموال، فإن شئتم قسمت هذه وأموالكم بينكم وبينهم جميعا، وإن شئتم أمسكتم أموالكم، وقسمت هذه فيهم خاصة، فقالوا: بل اقسم هذه فيهم، واقسم لهم من أموالنا ما شئت، فنزلت: ( ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ) قال أبو بكر رضي الله عنه: جزاكم الله يا معشر الأنصار خيرا، فوالله ما مثلنا ومثلكم إلا كما قال الغنوي:
جزى الله عنا جعفرا حين أزلقت بنا نعلنا في الواطئين فزلت أبوا أن يملونا ولو أن أمنا
تلاقي الذي يلقون منا لملت
وروينا من طريق البخاري، قال: حدثني إسحاق قال: أخبرنا حبان ، حدثنا جويرية بن أسماء ، عن نافع ، عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم حرق نخل بني النضير، قال: ولها يقول حسان بن ثابت:
وهان على سراة بني لؤي حريق بالبويرة مستطير
أدام الله ذلك من صنيع وحرق في نواحيها السعير
ستعلم أينا منها بنزه وتعلم أي أرضينا تضير
وقال أبو عمر والشيباني وغيره إن أبا سفيان بن الحارث قال:
لعز على سراة بني لؤي حريق بالبويرة مستطير
وذكر ابن سعد: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطى الزبير بن العوام ، وأبا سلمة البويلة من أرضهم، فأجابه حسان:
أدام الله ذلكم حريقا وضرم في طوائفها السعير
هم أوتوا الكتاب فضيعوه فهم عمي عن التوراة بور


