وأما الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم ، الدالة على الرؤية فمتواترة ، رواها أصحاب الصحاح والمسانيد والسنن .      [ ص: 216 ] فمنها : حديث   أبي هريرة  رضي الله عنه :  أن ناسا قالوا : يا رسول الله ،  هل نرى ربنا يوم القيامة   ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر ؟ قالوا : لا يا رسول الله ، قال : هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب ؟ قالوا : لا ، قال فإنكم ترونه كذلك  ، الحديث ، أخرجاه في ( ( الصحيحين ) ) بطوله .  
وحديث   أبي سعيد الخدري  أيضا في ( ( الصحيحين ) ) نظيره . وحديث   جرير بن عبد الله البجلي  ، قال :  كنا جلوسا مع النبي صلى الله عليه وسلم ، فنظر إلى القمر ليلة أربع عشرة ، فقال : إنكم سترون ربكم عيانا ، كما ترون هذا ، لا تضامون في رؤيته  ، الحديث أخرجاه في ( ( الصحيحين ) ) .      [ ص: 217 ] وحديث  صهيب  رضي الله عنه المتقدم ، رواه  مسلم  وغيره . وحديث  أبي موسى  عن  النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : ( ( جنتان من فضة ، آنيتهما وما فيهما ، وجنتان من ذهب ، آنيتهما وما فيهما ، وما بين القوم وبين أن يروا ربهم تبارك وتعالى إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن ) )  ، أخرجاه في ( ( الصحيحين ) ) . ومن حديث   عدي بن حاتم  رضي الله عنه :  وليلقين الله أحدكم يوم يلقاه ، وليس بينه وبينه حجاب ولا ترجمان يترجم له ، فليقولن : ألم أبعث إليك رسولا فيبلغك ؟ فيقول : بلى يا رب ، فيقول : ألم أعطك مالا وأفضل عليك ؟ فيقول ، بلى يا رب     . أخرجه   البخاري  في ( ( صحيحه ) ) .  
وقد روى أحاديث الرؤية نحو ثلاثين صحابيا . ومن أحاط بها      [ ص: 218 ] معرفة يقطع بأن الرسول قالها ، ولولا أني التزمت الاختصار لسقت ما في الباب من الأحاديث .  
ومن أراد الوقوف عليها فليواظب سماع الأحاديث النبوية ، فإن فيها مع إثبات الرؤية أنه يكلم من شاء إذا شاء ، وأنه يأتي لفصل القضاء يوم القيامة ، وأنه فوق العالم ، وأنه يناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب ، وأنه يتجلى لعباده ، وأنه يضحك ، إلى غير ذلك من الصفات التي سماعها على  الجهمية   بمنزلة الصواعق .  
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					