قوله : (  والمؤمنون كلهم أولياء الرحمن      ) . ش : قال تعالى :  ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون   الآية [ يونس : 62 - 63 ] . الولي : من الولاية بفتح الواو ، التي هي ضد العداوة . وقد قرأ  حمزة     :  ما لكم من ولايتهم من شيء      [ الأنفال : 72 ] بكسر الواو ، والباقون بفتحها . وقيل : هما لغتان . وقيل : بالفتح النصرة ، وبالكسر الإمارة . قال الزجاج     : وجاز الكسر ، لأن في تولي [ بعض ] القوم بعضا جنسا من الصناعة والعمل ، وكل ما كان كذلك مكسور ، مثل : الخياطة ونحوها .  
فالمؤمنون أولياء الله ، والله تعالى وليهم ، قال الله تعالى :  الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات   الآية [ البقرة : 257 ] . وقال تعالى :  ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم      [ محمد : 11 ] . والمؤمنون بعضهم أولياء بعض قال تعالى :  والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض   الآية [ التوبة : 71 ] ،      [ ص: 506 ] وقال تعالى :  إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض      [ الأنفال : 72 ] إلى آخر السورة . وقال تعالى :  إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون   ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون      [ المائدة : 55 - 56 ] .  
فهذه النصوص كلها ثبت فيها  موالاة المؤمنين بعضهم لبعض   ، وأنهم أولياء الله ، وأن الله وليهم ومولاهم . فالله يتولى عباده المؤمنين ، فيحبهم ويحبونه ، ويرضى عنهم ويرضون عنه ، ومن عادى له وليا فقد بارزه بالمحاربة . وهذه الولاية من رحمته وإحسانه ، ليست كولاية المخلوق للمخلوق لحاجته إليه ، قال تعالى :  وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا    [ الإسراء : 111 ] . فالله تعالى ليس له ولي من الذل ، بل لله العزة جميعا ، خلاف الملوك وغيرهم ممن يتولاه لذله وحاجته إلى ولي ينصره .  
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					