قال العلماء :  
الصراط أدق من الشعرة   ، وأحد من السيف ، وأحمى من الجمرة ، فقد أخرج   الطبراني  بإسناد حسن عن   عبد الله بن مسعود     - رضي الله عنه - قال :  
يوضع الصراط على سواء جهنم مثل حد السيف المرهف مدحضة - أي مزلقة ، أي لا تثبت عليها قدم بل تزل عنه ، إلا من يثبته الله تعالى ، عليه كلاليب من نار تخطف أهلها فتمسك بهواديها ، ويستبقون عليها بأعمالهم ، فمنهم من شده كالبرق ، فذاك الذي لا ينشب أن ينجو ، ومنهم من شده كالريح ، ومنهم من شده كالفرس الجواد ، ومنهم من شده كهرولة الرجل ، ثم كرمل الرجل ، ثم كمشي الرجل ، وآخر من يدخل الجنة رجل قد لوحته النار فيقول الله له :  
سل وتمن ، فإذا فرغ قال :  
لك ما سألت ، ومثله معه .  
وأخرج  ابن منيع  في مسنده عن   أبي هريرة     - رضي الله عنه - مرفوعا : "  الصراط كحد السيف دحض مزلة ذا حسك وكلاليب     " .  
 [ ص: 191 ] وأخرج   الإمام أحمد  عن  عائشة  رضي الله عنها قالت :  
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "  لجهنم جسر أدق من الشعر ، وأحد من السيف عليه كلاليب وحسك تأخذ من شاء ، والناس عليه كالطرف وكالبرق ، وكالريح ، وكأجاويد الخيل والركاب ، والملائكة يقولون : رب سلم سلم ، فناج مسلم ، ومخدوش مسلم ، ومكور في النار على وجهه     .  
" وأخرج  مسلم  عن   أبي سعيد الخدري  قال : بلغني أن الجسر أدق من الشعر ، وأحد من السيف     .  
وأخرج   ابن ماجه  عن  أبي سعيد  أيضا سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : "  وضع الصراط بين ظهراني جهنم عليه حسك كحسك السعدان ثم يستجيز الناس ، فناج مسلم ، ومخدوش به ثم ناج ، ومحتبس به ، ومنكوس فيها     "  
وأخرج   ابن جرير  ،  والبيهقي  ،  عن   ابن مسعود     - رضي الله عنه - قال : الصراط على جهنم مثل حد السيف فتمر الطبقة الأولى كالبرق ، والثانية كالريح ، والثالثة كأجود الخيل ، والرابعة كأجود البهائم يمرون ، والملائكة يقولون : اللهم سلم اللهم سلم     .  
وأخرج  البيهقي  عن  أنس     - رضي الله عنه - سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول :  
"  الصراط كحد السيف ، وإن الملائكة ينجون المؤمنين والمؤمنات ، وإن  جبريل   لآخذ بحجزتي ، وإني لأقول : يا رب سلم ، فالزالون والزالات يومئذ كثير     " وأخرج   ابن عساكر  عن   الفضيل بن عياض     - رحمه الله - تعالى قال : بلغنا أن الصراط مسيرة خمسة عشر ألف سنة ، خمسة آلاف صعود ، وخمسة آلاف هبوط ، وخمسة آلاف مستو ، أدق من الشعرة ، وأحد من السيف على متن جهنم لا يجوز عليه إلا ضامر مهزول من خشية الله ، وفي بعض الآثار أن طول الصراط مسيرة ثلاث آلاف سنة ، ألف منها صعود ، وألف منها هبوط ، وألف منها استواء     . وفي بعض الروايات أن  جبريل   في أوله ،  وميكائيل   في وسطه يسألون الناس عن عمرهم فيما أفنوه ، وعن شبابهم فيما أبلوه ، وعن علمهم ماذا عملوا به .  
وفي بعض الآثار أن فيه سبع قناطر يسأل كل عبد عند كل قنطرة منها عن أنواع من التكليف .  
( قلت ) : وقد ذكر  القرطبي  في تذكرته عن بعض أهل العلم أنه قال : لن يجوز أحد الصراط حتى يسأل على سبع قناطر فأما القنطرة الأولى فيسأل عن الإيمان بالله ، وهي شهادة أن لا إله إلا الله فإن جاء      [ ص: 192 ] بها مخلصا - والإخلاص قول وعمل - جاز ، ثم يسأل في القنطرة الثانية عن الصلاة ، فإن جاء بها تامة جاز ، ثم يسأل في الرابعة عن الزكاة ، فإن جاء بها تامة جاز ، ثم يسأل في الخامسة عن الحج والعمرة ، فإن جاء بهما تامين جاز إلى القنطرة السادسة ، فيسأل عن الغسل والوضوء ، فإن جاء بهما تامين جاز إلى القنطرة السابعة ، وليس في القناطر أصعب منها ، فيسأل فيها عن ظلامات الناس ، وتبعات الخلق .  
وجاء في الحديث الشريف  أنه إذا صار الناس على طرف الصراط نادى ملك من تحت العرش : يا فطرة الملك الجبار جوزوا على الصراط ، وليقف كل عاص منكم وظالم     .  
وأخرجه  الحاكم  وصححه ،   والطبراني  عن   أم الدرداء  قالت : قلت   لأبي الدرداء     : ألا تبتغي لأضيافك ما يبتغي الرجال لأضيافهم ؟ فقال :  
سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : "  إن أمامكم عقبة كئودا لا يجوزها المثقلون ، فأحب أن أتخفف لتلك العقبة     " قوله : كئود بفتح الكاف وهمزة مضمومة : الصعبة .  
وأخرج  البزار  بلفظ "  إن بين أيديكم عقبة كئودا لا ينجو منها إلا كل مخف     " وأخرج   الطبراني  عن  أنس     - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :  
  " إن بين أيدينا عقبة كئودا لا يصعدها إلا المخفون " فقال رجل :  
يا رسول الله أمن المخفين أنا أم من المثقلين ؟ قال : " عندك طعام يوم ؟ قال : نعم ، وطعام غد ؟ قال : لا ، قال : لو كان عندك طعام ثلاث كنت من المثقلين "  وأخرج   الإمام أحمد  بسند صحيح عن  أبي ذر     - رضي الله عنه - قال :  إن خليلي - صلى الله عليه وسلم - عهد إلي أن دون جسر جهنم طريقا ذا دحض ومزلة ، وأنا إن نأتي عليه وفي أحمالنا اقتدار واصطبار أحرى أن ننجو من أن نأتي عليه ونحن مواقير     .  
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					