وقد اختلفوا أيضا في الآية الثالثة. 
 [ ص: 469 ] باب ذكر الآية الثالثة من هذه السورة. 
قال الله جل وعز : حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين   .  
قال  أبو جعفر:  أما ما ذكر في الحديث: 
 33  -  "والصلاة الوسطى وصلاة العصر" فيقال: إن هذا نسخ أي: رفع،  [ ص: 470 ] ويقال: إن هذه قراءة على التفسير أي حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وهي صلاة العصر.  [ ص: 471 ] فأما وقوموا لله قانتين  فمن الناس من يقول: القنوت القيام. 
ومنهم من يقول بحديث عمرو بن الحارث  ، عن دراج  ، عن أبي الهيثم  ، عن  أبي سعيد الخدري  ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: 
 34  -  "كل قنوت في القرآن فهو طاعة". 
 [ ص: 472 ] وقال قوم: وقوموا لله قانتين  ناسخ للكلام في الصلاة.  
قال  أبو جعفر:  وهذا أحسن ما قيل. 
 35  - كما قرئ على  أحمد بن شعيب  ، عن  سويد بن نصر  ، عن  عبد الله بن المبارك  ، عن  إسماعيل بن أبي خالد  ، عن  الحارث بن شبيل  ، عن  أبي عمرو الشيباني  ، عن  زيد بن أرقم  ، قال: "كنا نتكلم في الصلاة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يتكلم أحدنا بحاجته حتى نزلت وقوموا لله قانتين  فنهينا حينئذ عن الكلام ". 
قال  أبو جعفر:  وهذا إسناد صحيح وهو موافق للقول الأول إن القنوت الطاعة أي: وقوموا لله مطيعين فيما أمركم به من ترك الكلام في الصلاة فصح أن الآية ناسخة للكلام في الصلاة. 
 [ ص: 473 ] قال  أبو جعفر:  فهذا ما في هذه السورة من الناسخ والمنسوخ من أمر الصلاة وهي ثلاث آيات، والآية الرابعة في القصاص. 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					