وأما قوله بل [1] قد يقع منهم الخطأ [2]  "  [ ص: 472 ] فيقال له : هم متفقون على أنهم لا يقرون [ على ] [3] خطأ في الدين أصلا ولا على فسوق [4] ولا كذب ، ففي الجملة كل ما يقدح في نبوتهم وتبليغهم عن الله فهم متفقون على تنزيههم عنه   . وعامة الجمهور الذين يجوزون عليهم الصغائر يقولون : إنهم معصومون من الإقرار عليها ، فلا يصدر عنهم ما يضرهم . 
كما جاء في الأثر : كان داود  بعد التوبة خيرا منه قبل الخطيئة ، والله يحب التوابين ويحب المتطهرين [ سورة البقرة : 222 ] ، وإن العبد ليفعل السيئة فيدخل بها الجنة . 
وأما النسيان والسهو  في الصلاة فذلك واقع منهم ، وفي وقوعه حكمة استنان المسلمين بهم كما روي في موطأ  مالك   : " إنما أنسى أو أنسى لأسن  " [5]  . وقد قال - صلى الله عليه وسلم - " إنما أنا بشر أنسى كما تنسون فإذا نسيت فذكروني  " أخرجاه في الصحيحين [6]  . ولما صلى  [ ص: 473 ] بهم خمسا ، فلما سلم قالوا : له [ يا رسول الله ] [7] أزيد في الصلاة ؟ قال : وما ذاك ؟ قالوا : صليت خمسا ، [ فقال ] الحديث [8]  . 
وأما الرافضة  فأشبهوا النصارى  ، فإن الله تعالى أمر الناس بطاعة الرسل فيما أمروا به ، وتصديقهم فيما أخبروا به ، ونهى الخلق عن الغلو والإشراك بالله ، فبدلت النصارى  دين الله ، فغلوا في المسيح فأشركوا به ، وبدلوا دينه فعصوه وعظموه فصاروا عصاة بمعصيته ، وبالغوا فيه خارجين عن أصلي الدين وهما الإقرار لله بالوحدانية ولرسله بالرسالة : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا  عبده ورسوله ، فالغلو أخرجهم عن التوحيد حتى قالوا بالتثليث والاتحاد ، وأخرجهم عن طاعة الرسول وتصديقه حيث أمرهم أن يعبدوا الله ربه وربهم ، فكذبوه في قوله : إن الله ربه وربهم [9] وعصوه فيما أمرهم به . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					