[ ص: 452 ] فصل 
وأما قوله [1]  . : " وأن [2]  . الأئمة معصومون كالأنبياء في ذلك " [3]  . . 
فهذه خاصة الرافضة الإمامية   التي لم يشركهم فيها أحد - لا الزيدية الشيعة   ولا ( 4 سائر طوائف المسلمين - إلا من هو شر منهم كالإسماعيلية   الذين يقولون بعصمة بني عبيد   : 4 ) [4]  . المنتسبين إلى محمد بن إسماعيل بن جعفر  ، القائلين بأن الإمامة بعد جعفر   [ في محمد بن إسماعيل   ] [5]  . دون موسى بن جعفر  ، وأولئك ملاحدة [ منافقون ] [6]  . . 
والإمامية الاثنا عشرية  [7]  . خير منهم بكثير ، فإن الإمامية  مع [ فرط ] [8]  . جهلهم وضلالهم فيهم خلق مسلمون باطنا وظاهرا ليسوا زنادقة منافقين ، لكنهم جهلوا وضلوا واتبعوا أهواءهم ، وأما أولئك فأئمتهم الكبار [9]  . العارفون بحقيقة دعوتهم [10]  . الباطنية  [11]  . زنادقة منافقون ، وأما  [ ص: 453 ] عوامهم الذين لم يعرفوا باطن أمرهم فقد يكونون [12]  . مسلمين . 
وأما المسائل المتقدمة فقد شرك غير الإمامية  فيها بعض الطوائف ، إلا [13]  . غلوهم في عصمة الأنبياء فلم يوافقهم عليه أحد أيضا ، حيث ادعوا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يسهو  ، فإن هذا لا يوافقهم عليه أحد فيما علمت [14]  " . ، اللهم إلا أن يكون من غلاة جهال النساك ، فإن بينهم وبين الرافضة قدرا مشتركا في الغلو وفي الجهل والانقياد لما لا يعلم صحته ، والطائفتان تشبهان النصارى  في ذلك . [ وقد يقرب [15]  . إليهم بعض المصنفين في الفقه [16]  . من الغلاة في مسألة العصمة ] [17]  . . 
والكلام في أن هؤلاء أئمة فرض الله الإيمان بهم [18]  . وتلقي الدين منهم دون غيرهم ، [ ثم ] [19]  . في عصمتهم عن الخطأ ، فإن كلا من هذين [20]  . القولين مما [21]  . لا يقوله إلا مفرط في الجهل أو مفرط في اتباع الهوى أو في كليهما [22]  . ، فمن عرف دين الإسلام وعرف حال هؤلاء ، كان عالما  [ ص: 454 ] بالاضطرار من دين محمد - صلى الله عليه وسلم - - بطلان هذا القول ، لكن الجهل لا حد له ، وهو هنا لم يذكر حجة غير حكاية المذهب فأخرنا الرد إلى موضعه . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					