السابع [1]  : قوله : " جعلوه مفتقرا في كونه عالما إلى ثبوت معنى هو العلم   " ، عبارة ملبسة . فإن لفظ [2]  " الافتقار " يشعر بأنه محتاج إلى من يجعله عالما يفيده العلم وهذا باطل  ، وإنما ثبوت هذا بطريق اللزوم لذاته ، فذاته موجبة لعلمه ولكونه عالما ، [ ومعنى كونها موجبة لذلك أي مستلزمة له ، بمعنى أنه لا تكون ذاته إلا عالمة ، لا بمعنى أنها أبدعت العلم أو فعلته ] [3] ، ومن أثبت المعنيين قال : لا يكون عالما حتى يكون له علم ، وهو عالم قطعا فله علم ، فهو يجعل ذلك من باب الاستدلال ، ويستدل بكونه عالما على العلم ، ويقول : إن ذاته أوجبت ذلك - لا أنه هنا شيء غير ذاته - جعلته عالما أو جعلت له علما ، ولو قدر أنها أوجبته بواسطة فموجب الموجب موجب ، كما أنها أوجبت كونه حيا وكونه عالما ، والعلم مشروط بالحياة ، فلا [4] يقال : إنه يفتقر في كونه عالما إلى غيره ،  [ ص: 492 ] فإن هذه الأمور المشروط بعضها ببعض كلها من لوازم ذاته ، لا يفتقر ثبوتها إلى غيره . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					