وأصلوا أصلا ثالثا : وهو أن إجماع الرافضة  هو إجماع العترة ، وإجماع العترة معصوم   . والمقدمة الأولى كاذبة بيقين . والثانية فيها نزاع ، فصارت الأقوال التي فيها صدق وكذب على أولئك بمنزلة القرآن لهم ، وبمنزلة السنة المسموعة من الرسول ، وبمنزلة إجماع الأمة وحدها . 
وكل عاقل يعرف دين الإسلام وتصور هذا ، فإنه يمجه أعظم مما يمج الملح الأجاج والعلقم ، لا سيما من كان له خبرة بطرق أهل العلم ، لا سيما مذاهب أهل الحديث وما عندهم من الروايات الصادقة التي لا ريب فيها عن المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى ; فإن هؤلاء جعلوا الرسول الذي بعثه الله إلى الخلق هو إمامهم المعصوم ، عنه يأخذون دينهم ، فالحلال ما حلله ، والحرام ما حرمه ، والدين ما شرعه ، وكل قول يخالف قوله فهو مردود عندهم ، وإن كان الذي قاله من خيار المسلمين وأعلمهم ، وهو مأجور فيه على اجتهاده ، لكنهم لا يعارضون قول الله وقول رسوله بشيء أصلا : لا نقل نقل عن غيره ، ولا رأي رآه غيره . 
ومن سواه من أهل العلم فإنما هم وسائط في التبليغ عنه : إما للفظ حديثه ، وإما لمعناه . فقوم بلغوا ما سمعوا منه من قرآن وحديث ، وقوم  [ ص: 166 ] تفقهوا في ذلك عرفوا معناه ، وما تنازعوا فيه ردوه إلى الله والرسول . 
				
						
						
