الوجه السابع : أن يقال : صد غيره عن الظلم ، وإنصاف المظلوم منه ، وإيصال حق غيره إليه فرع على منع ظلمه ، واستيفاء حقه . فإذا كان عاجزا مقهورا لا يمكنه دفع الظلم عن نفسه  ، ولا استيفاء حقه من ولاية ومال ، لا حق امرأته من ميراثها ، فأي ظلم يدفع ؟ وأي حق يوصل ؟ فكيف إذا كان معدوما أو خائفا لا يمكنه أن يظهر في قرية أو مدينة خوفا من الظالمين أن يقتلوه ، وهو دائما على هذه الحال أكثر من أربعمائة وستين سنة [1] ، والأرض مملوءة من الظلم والفساد ، وهو لا يقدر أن يعرف بنفسه ، فكيف يدفع الظلم عن الخلق ، أو يوصل الحق إلى المستحق ؟ وما أخلق هؤلاء بقوله تعالى : ( أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا   ) [ سورة الفرقان : 44 ] . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					