فصل . 
وقوله [1]  : " وبعد الهجرة لم يكن  لأبي بكر  شيء ألبتة " . 
فهذا كذب ظاهر ، بل كان يعين النبي صلى الله عليه وسلم بماله وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على الصدقة ، فجاء بماله كله  ، وأصحاب الصفة كانوا فقراء ، فحث النبي صلى الله عليه وسلم على  [ ص: 552 ] طعمتهم ، فذهب بثلاثة ، كما في الصحيحين عن  عبد الرحمن بن أبي بكر  [2] ، قال : إن أصحاب الصفة كانوا ناسا فقراء ، وإن النبي صلى الله عليه وسلم قال مرة : " من كان عنده طعام اثنين فليذهب بثالث ، ومن كان عنده طعام أربعة فليذهب بخامس وسادس ، أو كما قال : وإن  أبا بكر  جاء بثلاثة ، وانطلق نبي الله صلى الله عليه وسلم بعشرة وذكر الحديث [3]  . 
وروى  زيد بن أسلم  عن أبيه قال : قال  عمر   : أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتصدق ووافق ذلك مالا عندي ، فقلت : اليوم أسبق  أبا بكر  إن سبقته يوما ، فجئت بنصف مالي ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ما أبقيت لأهلك ؟ فقلت : مثله ، قال : وأتى  أبو بكر  بكل مال عنده فقال : " يا  أبا بكر  ما أبقيت لأهلك " ، فقال : أبقيت لهم الله ورسوله ، فقلت : لا أسابقك إلى شيء أبدا ، رواه  أبو داود   والترمذي  ، وقال : حديث صحيح [4]  . 
				
						
						
