1262 - ضمام بن ثعلبة ،  أحد بني سعد بن بكر السعدي ، ويقال التميمي ،  وليس بشيء ، قدم على النبي صلى الله عليه وسلم ، بعثه بنو سعد بن بكر  وافدا . قيل  [ ص: 752 ]  . 
إن ذلك في سنة خمس ، قاله محمد بن حبيب  وغيره . وذكر  ابن إسحاق  قدوم ضمام بن ثعلبة  ولم يذكر العام . وقيل : كان قدومه في سنة سبع . وقيل في سنة تسع ، ذكره ابن هشام  عن أبي عبيدة -  فساءله عن الإسلام فأسلم ، ثم رجع إليهم ، فأسلموا ، وفي حديثه وصف الإسلام ودعائمه ، وأنه من أتى بها دخل الجنة . 
روى حديثه  ابن عباس ،   وأبو هريرة ،   وأنس بن مالك ،   وطلحة بن عبيد الله ،  ولم يسمه  طلحة ،  كلها طرق صحاح ، وقد ذكرتها في التمهيد . 
ومن أكملها حديث  ابن عباس  قال : بعثت بنو سعد بن بكر  ضمام بن ثعلبة  وافدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقدم عليه ، وأناخ بعيره على باب المسجد ، ثم عقله ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في المسجد في أصحابه ، وكان ضمام بن ثعلبة  رجلا جعد الشعر ذا غديرتين - قال : فأقبل حتى وقف على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في أصحابه ، فقال : أيكم ابن عبد المطلب ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنا ابن عبد المطلب . قال : محمد ؟  قال : 
نعم . قال : يا ابن عبد المطلب . أني سائلك ومغلظ عليك في المسألة ، فلا تجدن في نفسك . قال : لا أجد في نفسي ، سل عما بدا لك . قال : أنشدك بالله إلهك وإله من كان قبلك ، وإله من هو كائن بعدك ، الله أمرك أن نعبده وحده لا نشرك به شيئا ، وأن نخلع هذه الأوثان التي كان آباؤنا يعبدون معه . 
قال : اللهم نعم . قال : فأنشدك بالله إلهك وإله من كان قبلك ، وإله من هو كائن بعدك ، الله أمرك أن نصلي هذه الصلوات الخمس ؟ قال : اللهم نعم . قال : ثم جعل  [ ص: 753 ] يذكر فرائض الإسلام فريضة فريضة : الزكاة ، والصيام ، والحج ، وشرائع الإسلام ، كلها يناشده عند كل فريضة كما يناشده في التي قبلها . حتى إذا فرغ قال : فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله ، وسأؤدي هذه الفرائض ، وأجتنب ما نهيتني عنه ، لا أزيد ولا أنقص . قال : ثم انصرف إلى بعيره ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن يصدق ذو العقيصتين يدخل الجنة . قال : فأتى بعيره ، فأطلق عقاله ، ثم خرج حتى قدم على قومه ، فاجتمعوا إليه ، فكان أول ما تكلم به أن قال : بئست اللات والعزى! قالوا : مه يا ضمام ، اتق البرص ، اتق الجذام ، اتق الجنون . قال : ويلكم! إنهما والله ما تضران وما تنفعان ، وإن الله قد بعث رسولا ، وأنزل عليه كتابا استنقذكم به مما كنتم فيه ، وإني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا  عبده ورسوله ، وقد جئتكم من عنده بما آمركم به وأنهاكم عنه ، قال : فوالله ما أمسى من ذلك اليوم في حاضرته من رجل ولا امرأة إلا مسلما . 
قال  ابن عباس :  فما سمعنا بوافد قط كان أفضل من ضمام بن ثعلبة .  
ورواه  محمد بن إسحاق ،  حدثنا محمد بن الوليد بن نويفع مولى ابن الزبير ،  عن  كريب مولى ابن عباس -  أن ضمام بن ثعلبة  أخا بني سعد بن بكر  لما أسلم سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن فرائض الإسلام ، فعد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلوات الخمس لم يزد عليهن ، ثم الزكاة ، ثم صيام رمضان ، ثم حج البيت ، ثم أعلمه بما حرمه الله عليه ، فلما فرغ قال : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأنك لرسول الله ، وسأفعل ما أمرتني به . ولا أزيد ولا أنقص . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن يصدق ذو العقيصتين يدخل الجنة   [ ص: 754 ]  . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					