3320 - خولة بنت ثعلبة .
ويقال خويلة . وخولة أكثر . وقيل خولة بنت حكيم . وقيل خولة بنت مالك بن ثعلبة بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم بن عوف . وأما عروة ومحمد بن كعب وعكرمة فقالوا : خولة بنت ثعلبة كانت تحت أوس بن الصامت أخي عبادة بن الصامت ، فظاهر منها ، وفيها نزلت :
قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله . . . إلى آخر القصة في الظهار . وقيل : إن التي نزلت فيها هذا الآية جميلة امرأة أوس بن الصامت .
وقيل : بل هي خولة بنت دليج ، ولا يثبت شيء من ذلك والله أعلم . والذي قدمنا أثبت وأصح إن شاء الله تعالى .
حدثنا عبد الوارث ، حدثنا قاسم بن أصبغ ، حدثنا أحمد بن زهير ، قال :
سمعت أبي يقول : خولة بنت ثعلبة زوج أوس بن الصامت ، وهي المجادلة .
وروينا من وجوه عن عمر بن الخطاب أنه خرج ومعه الناس ، فمر بعجوز ، فاستوقفته ، فوقف ، فجعل يحدثها وتحدثه ، فقال له رجل : يا أمير المؤمنين ، حبست الناس على هذه العجوز! فقال : ويلك! تدري من هي؟ هذه امرأة [ ص: 1831 ] سمع الله شكواها من فوق سبع سماوات ، هذه خولة بنت ثعلبة التي أنزل الله فيها :
قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله لو أنها وقفت إلى الليل ما فارقتها إلا للصلاة ثم أرجع إليها .
وروى عن خولة هذه يوسف بن عبد الله بن سلام ، وقال فيها خويلة ، وكذلك قال فيها معمر خويلة . وقد روى خليد بن دعلج ، عن قتادة ، قال :
خرج عمر من المسجد ومعه الجارود العبدي ، فإذا بامرأة برزت على ظهر الطريق ، فسلم عليها عمر ، فردت عليه السلام ، وقالت : هيهات يا عمر ، عهدتك وأنت تسمى عميرا في سوق عكاظ ترعى الضأن بعصاك ، فلم تذهب الأيام حتى سميت عمر ، ثم لم تذهب الأيام حتى سميت أمير المؤمنين ، فاتق الله في الرعية ، واعلم أنه من خاف الوعيد قرب عليه البعيد . ومن خاف الموت خشي عليه الفوت .
فقال الجارود : قد أكثرت أيتها المرأة على أمير المؤمنين . فقال عمر : دعها ، أما تعرفها! فهذه خولة بنت حكيم امرأة عبادة بن الصامت التي سمع الله قولها من فوق سبع سماوات ، فعمر والله أحق أن يسمع لها .
هكذا في هذا الخبر خولة بنت حكيم امرأة عبادة بن الصامت ، وهو وهم ، وخليد ضعيف سيئ الحفظ ، وإنما هي امرأة أوس بن الصامت على الاختلاف في اسم أبيها .
حدثنا عبد الوارث بن سفيان ، حدثنا قاسم بن أصبغ ، حدثنا أحمد بن زهير ، حدثني أبي ، حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد ، حدثنا أبي ، عن ابن إسحاق ، قال [ ص: 1832 ] .
حدثني معمر بن عبد الله ، عن يوسف بن عبد الله بن سلام ، عن خويلة بنت ثعلبة قالت : في وفي أوس بن الصامت أنزل الله سبحانه صدر سورة المجادلة .


