يعوض على معاونيه بسخاء بالغ 
حدثني أبو النصر العقيلي  قال حدثنا يعقوب بن بنان الكاتب  قال ، قال لي  أبو العباس ابن الفرات ،  حدثني كاتب إبراهيم بن سيما  قال : لما صرنا إلى البصرة  لمحاربة الناجم بها وقعت النار في عسكرنا فأحرقت كل ما كان لإبراهيم  من مضرب وغيره ، قال : فانصرفنا إلى سر من رأى  وعملنا حساب نفقات عسكرنا ، ففضل في أيدينا من المال الذي تسبب لنا أربعة وثمانون ألف دينار ، قال فقال لي إبراهيم :  صر إلى أبي القاسم عبيد الله بن سليمان  وأعلمه ما نالنا في مضاربنا وآلتنا ، وسله أن يهب لنا من هذا المال الذي فضل قبلنا ما نرم به حالنا ، فلعله يصفح لنا عن خمسة آلاف دينار نصرفها في نفقتنا ، قال : فصرت إليه فوجدته مستخليا مستلقيا على مصلاه ، فسألني عن إبراهيم  وحدثني ساعة ، ثم قال لي : ما جاء بك في هذا الوقت؟ إليه ما قال إبراهيم  فقال : وكم بقي قبلك من المال؟ قلت : أربعة وثمانون ألف دينار ، قال : فأدخلها في حسابكم ، وقل له يأخذها بارك الله له فيها قال : ففعلت ذلك وأخذنا المال كله ، وإنما كان تقديرنا أن يترك لنا منه خمسة آلاف دينار   . 
				
						
						
