حدثنيه بعض أصحابنا، نا الهيثم بن كليب، نا عبد الكريم بن الهيثم، نا أبو اليمان، أخبرني شعيب، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه.
قوله: رصه، أي ضغطه وضم بعضه إلى بعض، ومنه رص البناء، وهو إلصاق بعضه ببعض. قال الله تعالى: كأنهم بنيان مرصوص ومنه التراص في الصفوف، وهو التقارب والتداني، وأنشدني أبو عمر، أنشدنا أبو العباس ثعلب، عن ابن الأعرابي، أنشدنا أبو المكارم:
ما لقي البيض من الحرقوص من مارد لص من اللصوص يدخل بين الغلق المرصوص
بمهر لا غال ولا رخيص
وفي رواية أخرى أنه قال لابن صياد: "أني خبأت لك خبيئا" فما هو؟ فقال الدخ فقال: "اخس، فلن تعدو قدرك".
[ ص: 635 ] والدخ: الدخان. قال الشاعر:
وسال غرب عينه فلخا تحت رواق البيت يغشى الدخا
وأخبرنا ابن الأعرابي، نا الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني، نا عفان، ثنا حماد بن سلمة، عن سعيد الجريري، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري: أن رسول الله صلى الله عليه سأل ابن صياد، عن تربة الجنة فقال: درمكة بيضاء، مسك خالص فقال: "صدق".


