ويقال: فجئثت.
قال "الكسائي": المجؤوث والمجثوث جميعا: المرعوب الفزع.
قال: وكذلك المزؤود، وقد جئث، وجث، وزئد [ ص: 426 ] .
قال فأتى "خديجة" [ - رحمها الله - ] ، فقال: "زملوني".
قال: فأتت "خديجة" ابن عمها "ورقة بن نوفل" وكان نصرانيا، قد قرأ الكتب، فحدثته بذلك، وقالت: إني أخاف أن يكون قد عرض له.
فقال: لئن كان ما تقولين حقا، إنه ليأتيه الناموس الذي كان يأتي موسى - صلى الله عليه وسلم - .
قال أبو عبيد: والناموس هو صاحب سر الرجل الذي يطلعه على باطن أمره، ويخصه بما يستره عن غيره.
يقال منه: نمس الرجل ينمس نمسا، وقد نامسته منامسة، إذا ساررته، قال "الكميت":
فأبلغ يزيد إن عرضت ومنذرا وعمهما والمستسر المنامسا
فهذا من الناموس.وفي حديث آخر في غير هذا المعنى: القاموس، فذلك قاموس البحر، وهو وسطه، وذلك لأنه ليس موضع أبعد غورا في البحر منه، ولا الماء فيه أشد انقماسا منه في وسطه [ ص: 427 ] .
وأصل القمس الغوص، قال "ذو الرمة" يذكر مطرا عند سقوط الثريا:
أصاب الأرض منقمس الثريا بساحية، وأتبعها طلالا
وقوله: بساحية: يعني أن المطر يسحو الأرض: يقشرها، ومنه قيل: سحوت القرطاس، إنما هو قشرك إياه والطلال جمع طل.


