"إذا دخل شهر رمضان صفدت الشياطين، وفتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار" [ ص: 325 ] .
حدثنا "أبو عبيد": قال: حدثنيه "إسماعيل بن جعفر" عن "أبي سهيل نافع ابن مالك" عم "مالك بن أنس" عن " أبيه" عن "أبي هريرة" عن "النبي" - صلى الله عليه وسلم - .
قال "الكسائي" وغير واحد: قوله: صفدت، يعني: شدت بالأغلال، وأوثقت.
يقال منه: صفدت الرجل، فهو مصفود، وضفدته، فهو مصفد [ ص: 326 ] .
فأما أصفدته بالألف إصفادا، فإنه أن تعطيه وتصله، والاسم من العطية ومن الوثاق جميعا الصفد.
قال "النابغة الذبياني" في الصفد يريد العطية:
هذا الثناء لأن بلغت معتبة ولم أعرض - أبيت اللعن - بالصفد
بالصفد: يريد لم أعرض بالعطية، يقول: لم أمدحك لتعطيني. والجمع منهما [جميعا] أصفاد، قال الله - تبارك وتعالى - [ ص: 327 ] :وآخرين مقرنين في الأصفاد وقال "الأعشى" في العطية أيضا يمدح رجلا:
تضيفته يوما، فأكرم مقعدي     وأصفدني على الزمانة قائدا 
ويقال للشيء الذي يوثق به الإنسان: الصفاد، يكون من نسع أو قد.
وقال الشاعر يعير "لقيط بن زرارة" بأسر أخيه "معبد":
هلا مننت على أخيك معبد     والعامري يقوده بصفاد  [ ص: 328 ] 
				
						
						
