وفيهم زوار  البيت المعمور    الذي أقسم الله تعالى به في كتابه ، ثبت ذلك في حديث المعراج ،  وهو بيت في السماء السابعة بحيال  الكعبة   في الأرض ، لو سقط لوقع عليها ، حرمته في السماء كحرمة  الكعبة   في الأرض ، يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون إليه آخر ما عليهم ؛ يعني لا تحول نوبتهم لكثرتهم     . والحديث بألفاظه في الصحيحين .  
 [ ص: 670 ] ومنهم ملائكة صفوف لا يفترون ، وقيام لا يركعون ، وركع وسجد لا يرفعون   ، ومنهم غير ذلك (  وما يعلم جنود ربك إلا هو وما هي إلا ذكرى للبشر      ) ( المدثر : 31 ) .  
روى الإمام  أحمد   والترمذي   وابن ماجه  عن  أبي ذر  رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "  إني أرى ما لا ترون وأسمع ما لا تسمعون ، أطت السماء وحق لها أن تئط ، ما فيها موضع أربع أصابع إلا عليه ملك ساجد ، لو علمتم ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ، ولما تلذذتم بالنساء على الفرشات ، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله تعالى     " .  فقال  أبو ذر     : والله لوددت أني شجرة تعضد     . وقال  الترمذي  غريب . ويروى عن  أبي ذر  موقوفا . قلت : وله حكم الرفع ، ومن أين  لأبي ذر  رضي الله عنه مثل هذا إلا عن توقيف والله أعلم .  
وعن   حكيم بن حزام  قال :  بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أصحابه إذ قال لهم : " هل تسمعون ما أسمع ؟ قالوا : ما نسمع من شيء . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أسمع أطيط السماء وما تلام أن تئط ، ما فيها موضع شبر إلا وعليه ملك راكع أو ساجد     " .  
وعن  عائشة  رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "  ما في السماء الدنيا موضع إلا عليه ملك ساجد أو قائم ، وذلك قول الملائكة : وما منا إلا له مقام معلوم وإنا لنحن الصافون وإنا لنحن المسبحون     " .  
وعن  العلاء بن سعد  وقد شهد الفتح وما بعده  أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوما لجلسائه :      [ ص: 671 ]    " هل تسمعون ما أسمع ؟ قالوا : وما تسمع يا رسول الله ؟ قال : أطت السماء وحق لها أن تئط ، إنه ليس فيها موضع قدم إلا وعليه ملك قائم أو راكع أو ساجد . وقالت الملائكة :  وإنا لنحن الصافون   وإنا لنحن المسبحون      " .  
وعن رجل صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "  إن لله تعالى ملائكة ترعد فرائصهم من خيفته ، وما منهم ملك تقطر منه دمعة من عينيه إلا وقعت على ملك يصلي وإن منهم ملائكة سجودا منذ خلق الله السماوات والأرض لم يرفعوا رءوسهم ولا يرفعونها إلى يوم القيامة ، وإن منهم ملائكة ركوعا لم يرفعوا رءوسهم منذ خلق الله السماوات والأرض ولا يرفعونها إلى يوم القيامة ، فإذا رفعوا رءوسهم نظروا إلى وجه الله عز وجل فقالوا : سبحانك ما عبدناك حق عبادتك  وإسناده لا بأس به ، وهو والذي قبله أخرجهما   محمد بن نصر المروزي     . وفي الصحيح عن   جابر بن سمرة  رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "  ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها ؟ فقلنا : يا رسول الله وكيف تصف الملائكة عند ربها ؟ قال : يتمون الصفوف الأول ويتراصون في الصف     " . وفيه عن  عائشة  رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "  خلقت الملائكة من نور العرش ، وخلق الجان من مارج من نار ، وخلق آدم مما وصف لكم     " .  
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					