الفصل الحادي والعشرون : في  إبراء المرضى ، وذوي العاهات   
[ أخبرنا  أبو الحسن علي بن مشرف  فيما أجازنيه ، وقرأته على غيره ، قال : حدثنا   أبو إسحاق الحبال  ، حدثنا   أبو محمد بن النحاس  ، حدثنا  ابن الورد  ، عن  البرقي  ، عن  ابن هشام  ، عن   زياد البكائي  ، عن  محمد بن إسحاق     ] ، حدثنا   ابن شهاب  ،   وعاصم بن عمر بن قتادة  ، وجماعة ذكرهم بقضية أحد بطولها ، قال : وقالوا : قال   سعد بن أبي وقاص     :  إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليناولني السهم لا نصل له ، فيقول : ارم به ، وقد رمى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذ عن قوسه حتى اندقت ، وأصيب يومئذ عين  قتادة  يعني  ابن النعمان  حتى وقعت على وجنته ، فردها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فكانت أحسن عينيه     .  
وروى قصة  قتادة   عاصم بن عمر بن قتادة  ،  ويزيد بن عياض بن عمر بن قتادة     .  
ورواها   أبو سعيد الخدري  عن  قتادة     .  
وبصق على أثر سهم في وجه  أبي قتادة  في يوم ذي قرد ، قال : فما ضرب علي ، ولا قاح .  
وروى   النسائي  ، عن      [ ص: 319 ]  عثمان بن حنيف  أن أعمى قال : يا رسول الله ، ادع الله أن يكشف لي عن بصري .  
قال : فانطلق فتوضأ : ثم صل ركعتين ، ثم قل ، اللهم إني أسألك ، وأتوجه إليك بنبيك  محمد   نبي الرحمة ، يا  محمد   ، إني أتوجه بك إلى ربك أن يكشف عن بصري ، اللهم شفعه في . قال : فرجع ، وقد كشف الله عن بصره     .  
وروي  أن  ابن ملاعب الأسنة  أصابه استسقاء ، فبعث إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فأخذ بيده حثوة من الأرض ، فتفل عليها ، ثم أعطاها رسوله ، فأخذها متعجبا ، يرى أنه قد هزئ به ، فأتاه بها ، وهو على شفا ، فشربها ، فشفاه الله     .  
وذكر   العقيلي  عن  حبيب بن فديك  ، ويقال :  فريك  ،  أن أباه ابيضت عيناه ، فكان لا يبصر بهما شيئا ، فنفث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في عينيه ، فأبصر ، فرأيته يدخل الخيط في الإبرة ، وهو ابن ثمانين     .  
ورمي  كلثوم بن الحصين  يوم أحد في نحره ، فبصق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فبرأ .  
وتفل على شجة  عبد الله بن أنيس  فلم تمد .  
وتفل في عيني  علي  يوم  خيبر   ، وكان رمدا ، فأصبح بارئا .  
ونفث على ضربة بساق   سلمة بن الأكوع  يوم  خيبر   فبرئت ، وفي رجل  زيد بن معاذ  حين أصابها السيف إلى الكعب ، حين قتل  ابن الأشرف  ، فبرئت . وعلى ساق  علي بن الحكم  يوم الخندق إذ انكسرت ، فبرئ مكانه وما نزل عن فرسه .  
واشتكى  علي بن   [ ص: 320 ] أبي طالب  ، فجعل يدعو ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : اللهم اشفه ، أو عافه ثم ضربه برجله ، فما اشتكى ذلك الوجع بعد     .  
وقطع  أبو جهل  يوم بدر يد   معوذ بن عفراء   ، فجاء يحمل يده ، فبصق عليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وألصقها فلصقت . رواه  ابن وهب     .  
ومن روايته أيضا  أن   خبيب بن يساف  أصيب يوم بدر مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بضربة على عاتقه حتى مال شقه ، فرده رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ونفث عليه حتى صح     .  
وأتته امرأة من  خثعم   ، معها صبي به بلاء لا يتكلم ، فأتي بماء فمضمض فاه ، وغسل يديه ، ثم أعطاها إياه ، وأمرها بسقيه ، ومسه به ، فبرأ الغلام ، وعقل عقلا يفضل عقول الناس .  
وعن   ابن عباس     :  جاءت امرأة بابن لها به جنون ، فمسح صدره ، فثع ثعة فخرج من جوفه مثل الجرو الأسود ، فسعى     .  
وانكفأت القدر على ذراع   محمد بن حاطب  ، وهو طفل ، فمسح عليه ، ودعا له ، وتفل فيه فبرأ لحينه .  
وكانت في كف  شرحبيل الجعفي  سلعة تمنعه القبض على السيف ، وعنان الدابة ، فشكاها للنبي - صلى الله عليه وسلم - ، فما زال يطحنها بكفه حتى رفعها ، ولم يبق لها أثر .  
وسألته جارية طعاما ، وهو يأكل ، فناولها من بين يديه ، وكانت قليلة الحياء ، فقالت إنما أريد من الذي في فيك ، فناولها ما في فيه ، ولم يكن يسأل شيئا فيمنعه .  
فلما استقر في جوفها ألقي عليها من الحياء ما لم تكن امرأة بالمدينة أشد حياء منها .  
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					