ولا يجهر بالقراءة في صلاة الجماعة في كسوف الشمس  عند  أبي حنيفة  ، وعند  أبي يوسف  يجهر بها ، وقول  محمد  مضطرب ، ذكر في عامة الروايات قوله مع قول  أبي حنيفة  ، وجه قول من خالف  [ ص: 282 ]  أبا حنيفة  ما روي عن  عائشة  رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم { صلى صلاة الكسوف وجهر فيها بالقراءة   } ; لأنها صلاة تقام بجمع عظيم فيجهر بالقراءة فيها كالجمعة والعيدين  ولأبي حنيفة  حديث  سمرة بن جندب  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم { قام قياما طويلا لم يسمع له صوت   } وروى عكرمة  عن  ابن عباس  رضي الله عنهما قال : { صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الكسوف وكنت إلى جنبه فلم أسمع منه حرفا   } ، وقال صلى الله عليه وسلم { صلاة النهار عجماء   } أي ليس فيها قراءة مسموعة ; ولأن القوم لا يقدرون على التأمل في القراءة لتصير ثمرة القراءة مشتركة ; لاشتغال قلوبهم بهذا الفزع ، كما لا يقدرون على التأمل في سائر الأيام في صلوات النهار ; لاشتغال قلوبهم بالمكاسب ، وحديث  عائشة  تعارض بحديث  ابن عباس  فبقي لنا الاعتبار الذي ذكرنا مع ظواهر الأحاديث الأخر ، ونحمل ذلك على أنه جهر ببعضها اتفاقا ، كما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسمع الآية والآيتين في صلاة الظهر أحيانا والله أعلم . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					