فصل 
( وكان مما صنع الله لرسوله أن الأوس والخزرج  كانوا يسمعون من حلفائهم  [ ص: 40 ] من يهود  المدينة  أن نبيا من الأنبياء مبعوث في هذا الزمان سيخرج فنتبعه ونقتلكم معه قتل عاد  وإرم  ، وكانت الأنصار  يحجون البيت كما كانت العرب تحجه دون اليهود  ، فلما رأى الأنصار  رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو الناس إلى الله عز وجل ، وتأملوا أحواله ، قال بعضهم لبعض : تعلمون والله يا قوم أن هذا الذي توعدكم به يهود  ، فلا يسبقنكم إليه . وكان سويد بن الصامت  من الأوس  قد قدم مكة  ، فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يبعد ولم يجب حتى قدم أنس بن رافع  أبو الحيسر  في فتية من قومه من بني عبد الأشهل  يطلبون الحلف ، فدعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام ، فقال إياس بن معاذ  وكان شابا حدثا : يا قوم ، هذا والله خير مما جئنا له ، فضربه أبو الحيسر  وانتهره ، فسكت ثم لم يتم لهم الحلف ، فانصرفوا إلى المدينة   ) . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					