التطوع بالصيام : 
اعلم أن استحباب الصوم يتأكد في الأيام الفاضلة  ، وفواضل الأيام بعضها يوجد في كل سنة ، وبعضها يوجد في كل شهر ، وبعضها في كل أسبوع . 
أما السنة فبعد أيام رمضان يوم عرفة ويوم عاشوراء والعشر الأول من ذي الحجة ، وكان صلى الله عليه وسلم يكثر صوم شعبان . وفي الخبر : " أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله المحرم   " لأنه ابتداء السنة فبناؤها على الخير أحب وأرجى لدوام بركته . وفي الخبر : " إذا كان النصف من شعبان فلا صوم حتى رمضان   " ولهذا يستحب أن يفطر قبل رمضان أياما ، فإن وصل شعبان برمضان فجائز ، ولا يجوز أن يقصد استقبال رمضان بيومين أو ثلاثة إلا أن يوافق وردا له . وكره بعض الصحابة أن يصام رجب كله حتى لا يضاهى بشهر رمضان . 
وأما ما يتكرر في الشهر فأول الشهر وأوسطه وآخره ، ووسطه الأيام البيض وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر . 
 [ ص: 63 ] وأما في الأسبوع فالاثنين والخميس والجمعة فيستحب فيها الصيام وتكثير الخيرات لتضاعف أجورها ببركة هذه الأوقات . 
وإذا ظهرت أوقات الفضيلة فالكمال في أن يفهم الإنسان معنى الصوم وأن سره تصفية القلب وتفريغ الهم لله عز وجل . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					