حدثنا عبد الرحمن بن محمد المذكر  ، ثنا أبو يحيى الرازي  ، ثنا أبو الخزرجي  ، قال : سمعت عبد الرحمن بن إسحاق الكناني  ، يقول : كنت بعبادان  وسفيان  مختف بالبصرة  ، فأرسل إلي فجئت ، فإذا هو في الموت ، فأدخل يده تحت رأسه فأخرج كيسا فرمى به إلي وامرأة تتكلم خلف الستر فقال : " إن هذه المرأة تزوجتها وبقي لها عندي من صداقها ثلاثون درهما ، فإن هي تركتها فكفني بها ، وإن لم تتركها فكفني في ثيابي    " . فلما مات حملته إلى المغتسل أغسله فحللت إزاره فإذا فيها رقعة فيها أطراف الحديث   . 
حدثنا أبو محمد بن حيان  ، ثنا عبد الرحيم بن محمد بن حماد  ، ثنا أحمد بن خلف  ، قال : سمعت القاسم بن الحكم  ، يقول : " لما مات  سفيان الثوري  جاء شيخ أبيض الرأس واللحية حتى قام على قبره وهو يدفن ، فقال : يا سفيان  أمنت ممن كنت تخاف ، وقدمت على من كنت تعبد  ، ووالله ما يسرنا أن يلي حسابنا أحد غير الله تعالى ، ثم لم ير ، فكانوا يرونه الخضر   " . 
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر  ، ثنا الحسن بن إبراهيم  ، ثنا بشار  ، ثنا   [ ص: 63 ] سلمة  ، ثنا الحسن بن حباش  ، عن  زيد بن الحباب  ، قال : نفدت نفقة  سفيان الثوري  بمكة  فقدم عليه رجل من قومه فقال لسفيان    : لك معي عشرة دراهم ، قال : " من أين ؟ " قال : من غزل فلانة ، قال : " ائتني بهم ، فإني منذ ثلاث أستف الرمل    "   . 
حدثنا عبد الله بن محمد  ، ثنا محمد بن الحسين بن نصر البزار  ، ثنا محمد بن قدامة الجوهري  ، قال : سمعت  بشر بن الحارث الحافي  ، يقول : قال  سفيان الثوري    : " وددت أني إذا جلست لكم أقوم كما أقعد ، لا علي ولا لي    "   . 
حدثنا عبد الله بن محمد بن إسحاق المسوحي  ، ثنا لوين  ، قال : سمعت أبا الأحوص  ، يقول : سمعت سفيان  ، يقول : " وددت أني نجوت منه كفافا لا علي ولا لي    "   . 
حدثنا سليمان بن أحمد  ، ثنا علي بن رستم  ، ثنا عبد الرحمن بن رسته  ، ثنا الحسين بن عون  ، قال : سمعت  يحيى بن سعيد القطان  ، يقول : " ما رأيت رجلا أفضل من سفيان  لولا الحديث ، كان يصلي ما بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء صلاة ، فإذا سمع مذاكرة الحديث ترك الصلاة وجاء    "   . 
حدثنا عبد الله بن محمد  ، ثنا عبد الله بن محمد بن العباس  ، ثنا سلمة بن خلف بن إسماعيل  ، قال : قلت  لسفيان الثوري    : إذا أخذت في الحديث نشطت  وأنكرتك ، وإذا كنت في غير الحديث كأنك ميت ، قال سفيان    : " أما علمت أن الكلام فتنة ؟ "   . 
حدثنا أحمد بن جعفر  ، وسليمان بن أحمد  ، قالا : ثنا أحمد بن علي الأبار  ، ثنا الحسين بن حريث  ، قال : سمعت الفضل بن موسى  ، يقول : سمعت  سفيان الثوري  ، وسئل ، عن الإمام ، يروي الأحاديث على المنبر  ، فقال : " حسن "   . 
حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم  ، ثنا أحمد بن علي الأبار  ، ثنا أبو غسان محمد بن عمرو زبيح  ، ثنا مهران  ، قال : رأيت  سفيان الثوري  إذا خلع ثيابه طواها ، وقال : كان يقال : " إذا طويت رجعت إليها نفسها    "   . 
حدثنا أحمد بن إسحاق  ، ثنا أبو بكر بن أبي عاصم  ، ثنا الحسن بن البزار   [ ص: 64 ] ثنا خلف بن تميم  ، قال : رأيت  سفيان الثوري  بمكة  وقد أكثر عليه أصحاب الحديث فقال : " إنا لله وإنا إليه راجعون أخاف أن يكون الله ضيع هذه الأمة حيث احتيج إلى مثلي    " . 
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر  ، ثنا إسحاق بن أحمد الفارسي  ، قال : سمعت أحمد بن أبي شريح  ، يقول : سمعت يحيى بن سعيد  ، يقول : سمعت  الثوري  ، يقول : " ما أنكر نفسي إلا إذا جلست للحديث    "   . 
حدثنا محمد بن أحمد بن محمد  ، ثنا عبد الرحمن بن داود  ، ثنا عبد الله بن هلال الرومي    - ببيروت    - ثنا أحمد بن عاصم  ، قال :   " التقى  سفيان الثوري  وفضيل بن عياض  فتذاكرا فبكيا ، فقال سفيان    : " إني لأرجو أن يكون مجلسنا هذا أعظم مجلس جلسناه بركة " ، قال له فضيل    : ترجو ، لكني أخاف أن يكون أعظم مجلس جلسناه علينا شؤما ، أليس نظرت إلى أحسن ما عندك فتزينت به لي ، وتزينت لك به  ، فعبدتني وعبدتك ؟ قال : فبكى سفيان  حتى علا نحيبه ثم قال : " أحييتني ، أحياك الله "   . 
حدثنا أبي ، وأبو محمد  قالا : ثنا محمد بن أبي يحيى  ، ثنا أبو غسان أحمد بن محمد بن إسحاق  قال : سمعت  الأصمعي  ، يقول : أما  سفيان الثوري  فأوصى أن تدفن كتبه  ، وكان ندم على أشياء كتبها عن قوم " حملني عليه شهوة الحديث "   . 
حدثنا أبو محمد بن حيان  ، ثنا أبو بكر بن أبي داود  ، ثنا  أبو سعيد الأشج  ، قال : سمعت أبا عبد الرحمن الحارثي  ، يقول : دفن سفيان بن سعيد  كتبه  ، وكنت أعينه عليها ، فدفن منها كذا وكذا قمطرة إلى صدري ، فقلت : يا أبا عبد الله  ، وفي الركاز الخمس ، قال لي : " خذ ما شئت " ، فعزلت منه شيئا كان يحدثني منه   . 
حدثنا عبد الله بن محمد  ، ثنا محمد بن أبي يحيى  ، ثنا الحسين بن الحسن الحناط  ، قال : سمعت فرقدا  ، إمام مسجد البصرة  يقول : دخلوا على  سفيان الثوري  في مرضه الذي مات فيه ، فحدثه رجل بحديث ، فأعجبه وضرب يده إلى تحت فراشه ، فأخرج ألواحا له فكتب ذلك الحديث  ، فقالوا له : على هذه الحال منك ؟ فقال : " إنه حسن ، إن بقيت فقد سمعت حسنا ، وإن مت فقد كتبت حسنا "   . 
 [ ص: 65 ] حدثنا أبو محمد بن حيان  ، ثنا عبد الله بن يعقوب  ، ثنا عبد الله بن الهيثم البصري  ، قال : سمعت عبد المؤمن بن عثمان  ، يقول : رأيت  سفيان الثوري  جاء إلى  حماد بن سلمة  فقال له : مرحبا  ، قال : " حديث أبي العشراء  عن أبيه "   . 
حدثنا أبو محمد بن حيان  ، ثنا محمد بن أبي يحيى  ، ثنا سعيد بن بشر  ، ثنا أبو معمر  ، ثنا هشيم  ، قال : نعي إلينا  أبو إسحاق الشيباني  ، فأقبل علي  سفيان الثوري  فجعل يقول : " تعرف للشيباني  كذا ؟ تعرف للشيباني  كذا ؟  فإذا فيه أحاديث لم أكتبها ، ثم أبطلوا موته ، فخرجت إلى الشيباني  ، فمر سفيان  وأنا معه جالس ، فأعرض عني ولم يكلمني "   . 
[ حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر  ، ثنا أحمد بن هارون  ، قال : سمعت جعفر بن الليث  ، يقول : ثنا أبو يعلى محمد بن الصلتي  ، ثنا أسباط  ، قال : سمعت  سفيان الثوري  ، يقول : الرجل إلى العلم أحوج منه إلى الخبز  واللحم ]   . 
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر بن نصر  ، ثنا عبد السلام بن عاصم السختياني  ، ثنا عبد الحميد الحماني  ، قال : سئل سفيان  وأنا شاهد : الغزو أحب أو رجل يقرأ القرآن  ؟ قال : رجل يقرأ القرآن   . 
حدثنا عبد المنعم بن عمر  ، ثنا أبو سعيد بن زياد  ، ثنا محمد بن العباس الدمشقي  ، ثنا  أحمد بن أبي الحواري  ، قال : قال  سفيان الثوري    : لو أن السماء لم تمطر ، والأرض لم تنبت ، ثم اهتممت بشيء من رزقي لظننت أني كافر    . 
حدثنا سليمان بن أحمد  ، ثنا  علي بن سعيد الرازي  ، ثنا إسحاق بن زريق الكناني الراسبي  ، ثنا إبراهيم بن سليمان الزيات العبدي    - بمكة    - قال : كنت جالسا مع سفيان  ، فجعل رجل ينظر إلى ثوب كانت على سفيان  ، ثم قال : يا أبا عبد الله    ! أي شيء كان هذا الثوب ؟ فقال سفيان    : كانوا يكرهون فضول الكلام    . 
حدثنا سليمان بن أحمد  ، ثنا علي بن سعيد  ، ثنا إسحاق بن زريق  ، قال : سمعنا إبراهيم بن سليمان الزيات  ، يقول : كنا عند  سفيان الثوري  فجاءت امرأة فشكت إليه ابنها ، وقالت : يا أبا عبد الله  أجيئك به تعظه ؟ فقال : نعم جيئي به ، فجاءت به   [ ص: 66 ] فوعظه سفيان  بما شاء الله ، فانصرف الفتى فعادت المرأة بعدما شاء الله ، فقالت : جزاك الله خيرا يا أبا عبد الله  ، وذكرت بعض ما تحب من أمر ابنها ، ثم جاءت بعد حين فقالت : يا أبا عبد الله  ، ابني ما ينام الليل ويصوم النهار ، ولا يأكل ولا يشرب  ، فقال : ويحك مم ذاك ؟ قالت : يطلب الحديث ، فقال : احتسبيه عند الله   . 
حدثنا سليمان بن أحمد  ، ثنا علي بن أحمد بن النضر  ، قال : سمعت  علي بن المديني  ، يقول : سمعت  عبد الرحمن بن مهدي    - أو  يحيى بن سعيد القطان    - يقول : سمعت  سفيان الثوري  ، يقول : لا تسأل أحدا في يوم واحد أكثر من حاجة واحدة    . 
حدثنا سليمان بن أحمد  ، حدثني علي بن رستم  ، قال : سمعت محمد بن عصام جبر  يقول : سمعت أبي يقول : حججنا مرة والمهدي  معنا ، وقد هرب سفيان  ، فخرجنا من منى  على حمار وأنا أسوقه  ، فلما حاذى بنا المهدي  في خيله مازحته ، فقلت : أنادي فأقول هذا سفيان  ؟ فقال : يا ناعس ، اسكت لا يسمع إنسان   . 
حدثنا سليمان  ، ثنا علي  ، قال : سمعت محمد بن عصام  ، يقول : سمعت بهراما  ، مولى أبي يقول : دعوا سفيان  إلى موضع ، فذهب وذهب معه أبوك وأنا ، فدخلنا بيتا قد نجد ، قال : وأنا قاعد عند الباب وقد خرج أبوك في حاجة ، وسفيان  في البيت فقال لي : يا هذا ، إن تدري من يقعد على هذا الفراش ؟ قلت : لا ! قال : إذا لم يقعد عليه الناس قعد عليه الشيطان   . 
حدثنا سليمان بن أحمد  ، ثنا معاذ بن المثنى  ، ثنا مسدد  ، ثنا  عبد الله بن داود الخريبي  ، قال : سمعت  سفيان الثوري  ، يقول : إذا اشتريت شيئا لا تريد أن تنيل جارك منه فواره    . 
حدثنا سليمان بن أحمد  ، ثنا  محمد بن العباس بن أيوب الأصبهاني  ، ثنا عبد الرحمن بن يونس الرقي  ، ثنا مطرف بن مازن  ، عن  سفيان الثوري  ، قال : من جاع فلم يسأل حتى مات  دخل النار   . 
حدثنا سليمان  ، ثنا  عبد الله بن أحمد بن حنبل  ، حدثني  يحيى بن معين  ، ثنا  حجاج بن محمد  ، قال : سمعت  سفيان الثوري  ، يقول : أوحشت البلاد فاستوحشت  ، ولا أراها تزداد إلا وحشة   . 
 [ ص: 67 ] حدثنا سليمان  ، ثنا أحمد بن محمد بن صدقة  ، ثنا  عباس بن محمد الدوري  ، قال : سمعت  يحيى بن معين  ، يقول : قال  هشام بن يوسف القاضي  ، وذكر سفيان  ، فقال : من الناس من يقطع ولا يخيط ، ومنهم من يقطع ويخيط  ، وكان سفيان  ممن يخيط ويقطع   . 
حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم  ، ثنا أحمد بن محمد بن الحسن  ، ثنا عبد الله بن خبيق  ، ثنا عبد الله بن السندي  ، قال : جاء رجل إلى  الثوري  فقال : السلام عليك يا أبا عبد الله  ورحمة الله وبركاته ، كيف أنت ؟ وكيف حالك ؟ فقال سفيان    : عافانا الله وإياك ، لسنا أصحاب تطويل    . 
حدثنا أبو أحمد  ، ثنا أحمد بن علي بن الجارود  ، ثنا عبد الله بن سعيد الكندي  ، ثنا  أبو خالد الأحمر  ، قال : سمعت سفيان  ، يقول : أفضل الذكر تلاوة القرآن في الصلاة  ، ثم تلاوة القرآن في غير الصلاة  ، ثم الصوم ، ثم الذكر   . 
حدثنا أبو أحمد  ، ثنا أحمد بن محمد بن الحسن  ، ثنا الحسن بن ناصح  ، قال : سمعت عبد العزيز بن أبان  ، يقول : سمعت  سفيان الثوري  ، يقول : يأتي على الناس زمان لا ينجو فيه إلا من تحامق    . 
حدثنا أبو أحمد  ، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن  ، ثنا سهل بن صالح  ، ثنا  خلف بن تميم  ، قال : سمعت  سفيان الثوري  ، يقول : لما جاء البشير إلى يعقوب  عليه السلام قال له : على أي دين تركت يوسف  ؟ قال : على الإسلام ، قال : الآن تمت النعمة    . 
حدثنا أحمد بن الحسن  ، ثنا الحسن بن علي بن زياد  ، ثنا سعيد بن سليمان الواسطي  ، قال : قال  أبو شهاب الحناط    : جلست إلى  سفيان الثوري  وهو في دبر الكعبة  مستلق ، فسلمت عليه ، فلم يرد علي كما ينبغي ، فقلت : إن أختك قد بعثت إليك معي بشيء ، فاستوى ، فقلت له : يا أبا عبد الله  ، سلمت عليك فلم ترد علي كما كنت أريد ، فلما قلت لك : بعثت معي بشيء ، استويت قال : تكتم علي ؟ لم آكل شيئا منذ ثلاث  ، فلما قلت : بعثت إليك أختك علمت أنه من ذا - وأشار بيده - أي : بغزلها   . 
 [ ص: 68 ] حدثنا أبو أحمد  ، ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز  ، ثنا أحمد بن عمران  ، قال : سمعت  يحيى بن يمان  ، يقول : أتعب سفيان  القراء بعده  ، ولا رأينا مثل سفيان  ، ولا رأى سفيان  مثله ، أقبلت عليه الدنيا فانصرف بوجهه عنها    . 
حدثنا أبو أحمد  ، ثنا إسحاق بن إبراهيم  ، ثنا محمد بن سهل بن عسكر  ، ثنا  محمد بن يوسف الفريابي  ، ثنا  الثوري  ، قال : ما بسطت الدنيا على أحد إلا اغترارا  ، وما زويت عنه إلا اختبارا   . 
حدثنا أبو أحمد  ، ثنا  الفضل بن الخصيب  ، ثنا  أحمد بن الخليل  ، ثنا يحيى بن أيوب  ، ثنا  شعيب بن حرب  ، قال : سمعت  سفيان الثوري  ، يقول : انظر درهمك من أين هو  ؟ وصل في الصف الأخير   . 
حدثنا أبو أحمد  ، ثنا محمد بن جعفر الأشعري  ، ثنا إسماعيل بن يزيد  ، ثنا محمد بن يزيد بن خنيس المكي  ، قال : سمعت  سفيان الثوري  ، سئل عن قوله تعالى : ( وخلق الإنسان ضعيفا    ) ما ضعفه ؟ قال : المرأة تمر بالرجل فلا يملك نفسه عن النظر إليها  ، ولا هو ينتفع بها ، فأي شيء أضعف من هذا ؟   . 
حدثنا أبو أحمد  ، ثنا أحمد بن محمد بن سعيد  ، ثنا عباس بن عبد العظيم  ، قال : سمعت أبا نعيم  ، يقول : سمعت سفيان  ، وكتب إلى عبد الله بن أبي ذئب    : من  سفيان الثوري  إلى محمد بن عبد الرحمن  ، سلام عليك ، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو ، وأوصيك بتقوى الله  ، فإنك إن اتقيت الله كفاك الناس ، وإن اتقيت الناس لم يغنوا عنك من الله شيئا ، فعليك بتقوى الله ، أما بعد   . 
حدثنا أبو أحمد  ، ثنا أحمد بن محمد بن الحسن  ، ثنا عبد الله بن عبد الصمد بن أبي خداش الموصلي  ، قال : سمعت القاسم بن يزيد الجرشي  ، يقول : سمعت  سفيان الثوري  ، يقول : ذهب التراحم والتعاطف ، قراء هذا الزمان لهم شره ليس لهم تقى    . 
حدثنا أبو أحمد  ، ثنا أحمد بن محمد  ، ثنا عبد الله بن عبد الصمد  ، ثنا يزيد بن أبي الزرقاء  ، قال : سمعت  الثوري  ، يقول : خرجت حاجا أنا وشيبان الراعي  ، مشاة ، فلما صرنا ببعض الطريق إذا نحن بأسد  قد عارضنا ، فقلت لشيبان    : أما   [ ص: 69 ] ترى هذا الكلب قد عرض لنا ؟ فقال لي : لا تخف يا سفيان  ، ثم صاح بالأسد فبصبص وضرب بذنبه مثل الكلب ، فأخذ شيبان  بأذنه فعركها ، فقلت له : ما هذه الشهرة ؟ فقال لي : وأي شهرة ترى يا ثوري  ؟ لولا كراهية الشهرة ما حملت زادي إلى مكة  إلا على ظهره   . 
حدثنا أبو أحمد  ، ثنا عبد الرحمن بن الحسن  ، قال : سمعت  محمد بن عبد الملك الدقيقي  ، يقول : سمعت الحارث بن منصور  ، يقول : شكا رجل إلى  سفيان الثوري  مظلمة فقال : شكا رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مظلمة فقال : " المظلومون هم المفلحون يوم القيامة    " . قال : وسمعت الحارث  يقول : كلمتان لم يكن يدعهما سفيان  في مجلس : يا رب سلم سلم ، عفوك عفوك  ، فقلت لابن منصور الحارث    : سمعته من  الثوري  ؟ فقال : نعم   . 
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر  ، ثنا عبد الله بن محمد بن زكريا  ، ثنا سلمة بن شبيب  ، ثنا سهل بن عاصم  ، ثنا علي بن معبد  ، قال : سمعت أبا محمد  ، يقول : قال  سفيان الثوري    : الزهد في الدنيا هو الزهد في الناس ، وأول الزهد في الناس زهدك في نفسك    . 
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر  ، ثنا عبد الله بن محمد  ، ثنا سلمة  ، ثنا سهل بن عاصم  ، عن محمد بن داود  ، عن محمد بن عيسى  ، عن بعض أصحابه قال : مر  سفيان الثوري  في طريق اليمن  ببعض المنازل ، وفيها  معن بن زائدة  ، فقال معن    : إن أتاني أعطيته مائة ألف درهم ، فقلنا لسفيان    : لو أتيته فسلمت عليه فقال سفيان    : بلغني أنه يسخط الله المقام الواحد ، والكلمة الواحدة  ، فأكره أن أقوم مقاما ، أو أتكلم بكلام أسخط الله علي   . 
حدثنا عبد الله ، ثنا عبد الله بن محمد  ، ثنا سلمة  ، ثنا سهل  ، عن أبي روح فرج بن سعيد  ، ثنا  يوسف بن أسباط  ، قال : سمعت  سفيان الثوري  ، يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لسلمان    : " إن طعام أمرائي بعدي مثل طعام الدجال   ، إذا أكله الرجل انقلب قلبه   " . 
حدثنا عبد الله بن محمد  ، ثنا عبد الله بن محمد  ، ثنا سلمة  ، ثنا سهل  ، عن  يعلى   [ ص: 70 ] بن عبيد  ، قال : سمعت  سفيان الثوري  ، يقول : لو كان معكم من يرفع الحديث إلى السلطان أكنتم تتكلمون بشيء ؟ قلنا : لا ! قال : فإن معكم من يرفع الحديث    . 
حدثنا عبد الله  ، ثنا عبد الله  ، ثنا سلمة  ، عن محمد بن جابر الضبي  ، قال : سمعت ابن المبارك  ، يقول : كتب إلي  سفيان الثوري    : بث علمك ، واحذر الشهرة    . 
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر  ، ثنا عبد الله بن محمد بن زكريا  ، ثنا سلمة بن شبيب  ، ثنا سهل بن عاصم  ، ثنا عبد الصمد  ، قال : سمعت وكيعا  ، يقول : قال  سفيان الثوري    : الزموا الصوامع في آخر الزمان  ، إن صوامعكم بيوتكم ، قال وكيع    : ورئي  سفيان الثوري  يأكل الطباهج وقال : إني لم أنهكم عن الأكل ، ولكن انظر من أين تأكل  ، وارتحل وانظر على من تدخل  ، وتكلم وانظر كيف تتكلم  ، كيف أنهاكم عن الأكل والله تعالى يقول : ( خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا    ) ؟   . 
حدثنا عبد الله بن محمد  ، ثنا سلمة  ، ثنا سهل بن عاصم  ، ثنا علي بن هلال  ، عن أبيه ، قال : قال سفيان  لرجل رآه قريبا من المنبر : شغلتني يا فلان بقربك من المنبر ، أما خفت أن يقولوا قولا عجيبا فيجب عليك رده ؟ فقال الرجل له : أليس يقال : ادن واستمع ؟ قال : ذاك لأبي بكر  وعمر  والخلفاء ، فأما هؤلاء فتباعد عنهم  حتى لا تسمع كلامهم ، ولا ترى وجوههم   . 
حدثنا عبد المنعم بن عمر  ، ثنا أحمد بن محمد بن زياد  ، ثنا محمد بن عبد الله بن أبي نوفل  ، ثنا أبو عبد الله التيمي - من ولد إبراهيم التيمي -  عن هانئ الجعفي  قال : قال سفيان    : إذا لم يكن لله في عبد حاجة نبذه إليهم    . 
حدثنا إسحاق بن أحمد بن علي  ، ثنا إبراهيم بن يوسف بن خالد  ، ثنا  أحمد بن أبي الحواري  ، حدثني أبو عصمة  ، قال : شهدت فضيلا  وسفيان  يلتقيان في المسجد الحرام  بعد المغرب  ، فما يتذاكران إلا النعم حتى يفترقا ، يقول فضيل  لسفيان    : يا أبا محمد  ، ألا عمل بنا كذا   . 
حدثنا إسحاق بن أحمد  ، ثنا إبراهيم بن يوسف  ، ثنا  أحمد بن أبي الحواري  ، ثنا محمد بن يزيد  ، وأبو بكر الأسلمي  قالا : وقف فضيل  على رأس سفيان  وحوله   [ ص: 71 ] جماعة ، فقال له : ( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون    ) قال : فقال له سفيان    : يا أبا علي  ، والله لا نفرح أبدا حتى نأخذ دواء القرآن فنضعه على داء القلب    . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					