حدثنا عبد الله بن محمد بن عثمان الواسطي  ، ثنا  الوليد بن أبان  ، ثنا محمد بن زنبور  ، قال : قال  الفضيل بن عياض    : لا يسلم لك قلبك حتى لا تبالي من كل الدنيا  ، وقيل للفضيل    : ما الزهد في الدنيا  ؟ قال : القنع وهو الغنى ، وقيل : ما الورع  ؟ قال : اجتناب المحارم ، وسئل ما العبادة ؟  قال : أداء الفرائض ، وسئل عن التواضع  قال : أن تخضع للحق ، وقال : أشد الورع في اللسان ، وقال : التعبير كله باللسان لا بالعمل ، وقال : جعل الخير كله في بيت ، وجعل مفتاحه الزهد في الدنيا ، وقال : قال الله عز وجل : إذا عصاني من يعرفني سلطت عليه من لا يعرفني . 
حدثنا محمد بن جعفر  ، حدثنا إسماعيل بن يزيد  ، حدثنا إبراهيم  ، قال : سألت الفضيل    : ما التواضع  ؟ قال : أن تخضع للحق وتنقاد له ، ولو سمعته من صبي قبلته منه ، ولو سمعته من أجهل الناس قبلته منه ، وسألته : ما الصبر على المصيبة  ؟ قال : أن لا تبث . 
حدثنا محمد بن إبراهيم  ، ثنا أبو يعلى  ، ثنا عبد الصمد بن يزيد البغدادي  ولقبه من دونه ، قال : سمعت  الفضيل بن عياض  يقول : لو أن لي دعوة مستجابة ما صيرتها إلا في الإمام  ، قيل له : وكيف ذلك يا أبا علي  ؟ قال : متى ما صيرتها في نفسي لم تجزني ، ومتى صيرتها في الإمام فصلاح الإمام صلاح العباد والبلاد ، قيل : وكيف ذلك يا أبا علي  ؟ فسر لنا هذا ، قال : أما صلاح البلاد فإذا أمن الناس   [ ص: 92 ] ظلم الإمام عمروا الخرابات ونزلوا الأرض ، وأما العباد فينظر إلى قوم من أهل الجهل فيقول : قد شغلهم طلب المعيشة عن طلب ما ينفعهم من تعلم القرآن وغيره فيجمعهم في دار خمسين خمسين أقل أو أكثر ، يقول للرجل : لك ما يصلحك ، وعلم هؤلاء أمر دينهم ، وانظر ما أخرج الله عز وجل من فيهم مما يزكي الأرض فرده عليهم ، قال : فكان صلاح العباد والبلاد ، فقبل ابن المبارك  جبهته ، وقال : يا معلم الخير من يحسن هذا غيرك . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					