حدثنا أبو محمد بن حيان  ، ثنا إسحاق بن أبي حسان  ، ثنا  أحمد بن أبي الحواري  ، ثنا جعفر بن محمد بن أحمد الميموني  قال : " أتيت أحمد الموصلي  فقلت   [ ص: 12 ] له : إني قد أهديت إليك حديثا ، قال : هيه هات ، فإما أن يأتيني المزيد من الله فأعمل إليه ، وإما أن أشهق شهقة فأموت ، فقلت : بلغني عن  أبي العالية الرياحي  قال : قرأت في بعض الكتب حديثا طرد عني نومي وأذهب شهواتي : يا معشر الربانيين من أمة محمد  ، انتدبوا لدار ، فلما قلت : انتدبوا لدار اصفر ثم احمر ثم اسود  ثم غشي عليه ، فقلت : انتدبوا لدار أرضها زبرجد أخضر تجري عليها أنهار الجنة ، فيها الدر والياقوت واللؤلؤ ، وسورها زبرجد أصفر متدل عليها أشجار الجنة بثمارها ، فلما غشي عليه قمت وتركته   " . 
حدثنا سليمان بن أحمد  ، ثنا أبو زرعة الدمشقي  ، ثنا  أحمد بن أبي الحواري  قال : كنت أسمع  وكيع بن الجراح  يقول يبتدئ قبل أن يحدث ، فيقول : " ما هناك إلا عفوه ولا نعيش إلا في ستره  ولو كشف الغطاء انكشف عن أمر عظيم   " . 
حدثنا أبي ، ثنا أحمد  ، ثنا الحسين بن عبد الله بن شاكر  ، ثنا  أحمد بن أبي الحواري  قال : حدثني أحمد بن داود  قال : " اجتمع بنو إسرائيل  فأخرجوا من كل عشرة واحدا  ، ثم أخرجوا من كل مائة واحدا ، ثم أخرجوا من كل ألف واحدا ، حتى أخرجوا سبعة خيار بني إسرائيل  ، فقالوا : أدخلونا في بيت وطينوا علينا ولا تخرجونا حتى نعرف ربنا قال : ففعلوا ، قال : فمات أول يوم واحد ، وفي اليوم الثاني آخر ، ثم مات في اليوم الثالث آخر ، فقال شاب وكان أصغرهم : أخرجونا قد عرفته ، قال : ففتحوا فأخرجوهم فقال لهم : قد عرفته ، قالوا : وأي شيء عرفت ؟ قال : عرفت أنه لا يعرف فإن شئتم فدعونا حتى نموت عن آخرنا ، وإن شئتم أخرجونا ، قال أحمد    : فحدثت به أبا سليمان  فقال : صدق لا يعرف حق معرفته ولكن بعض خلقه أعرف به من بعض  ، ومثل ذلك مثل السماء أعرفهم بها أقربهم منها   " . 
حدثنا أبي ، ثنا أحمد  ، ثنا الحسين  ، ثنا  أحمد بن أبي الحواري  ، ثنا أيوب  ، عن أبي عائشة  ، وكان من الصالحين وكنا نتبرك بدعائه ، عن  عبد الرحمن بن زياد بن أنعم  قال : " قيل لموسى  عليه السلام : يا موسى  إنما مثل كتاب أحمد  صلى الله عليه   [ ص: 13 ] وسلم في الكتب  بمنزلة وعاء فيه لبن كلما مخضته أخرجت زبدته   " . 
حدثنا أبي ، ثنا أحمد  ، ثنا الحسين  ، ثنا  أحمد بن أبي الحواري  ، ثنا أبو السمط يوسف بن مخلد  ، حدثني أبو عمر المؤذن  قال : " وجدت في سفر التوراة الرابع أن الله تعالى يقول : " أنا الله ، لا إله إلا أنا ، عيني على كل شيء  ، أرى النمل في الصفا ، وأرى وقع الطير في الهوى ، وأعلم ما في القلب والكلى ، وأعطي العبد على ما نوى   " . 
حدثنا أبي ، ثنا أحمد  ، ثنا الحسين  ، ثنا أحمد  ، ثنا  هشام بن عمرو  قال : " أوحى الله تعالى إلى موسى  وعيسى  عليهما السلام : يا موسى  وعيسى  ، من أجل دنيا دنيئة وشهوة رديئة تفرطان في طلب الآخرة  ، يا موسى  ويا عيسى  ، حتى متى أطيل النسيئة وأحسن الطلب ؟ قال أحمد    : فحدثت به أبا سليمان  ، فقال لي : إذا كان موسى  وعيسى  معاتبين فأي شيء يقال لمثلي ومثلك ؟ وأي شيء أصابا من الدنيا ؟ جبة صوف وكسر   " . 
حدثنا أبو عبد الله أحمد بن إسحاق  ، ثنا إسحاق  ، ثنا عمر بن بحر الأسدي  قال : سمعت  أحمد بن أبي الحواري  يقول : سمعت أسماء الرملية  وكانت من المتعبدات المجتهدات ، قالت : سألت البيضاء بنت المفضل  فقلت : " يا أختي هل للمحب لله دلائل يعرف بها  ؟ قالت : يا أختي ، والمحب للسيد يخفى ؟ لو جهد المحب للسيد أن يخفى ما خفي ، قلت : فصفيه لي في أخلاقه وطعامه وشرابه ونومه ويقظته وحركاته ، قالت : بلى قد أكثرت علي ولكن سأصف لك من ذلك ما قدرت عليه ، ولو رأيت المحب لله لرأيت عجبا عجيبا من واله ما يقر على الأرض ، طائر متوحش أنسه في الوحدة قد منع الراحة ولها بذكر المحبوب ، وطعامه الحب عند الجوع ، وشربه الحب عند الظمأ ، ونومه الفكرة في الوصلة ، ويقظته المبادرة في الغفلة ليس له هدو ولا يميل إلى سلو ، إن عزي لم يتعز وإن صبر لم يتصبر ، فهو الدهر منكس لا تغيره الأيام ، ولا يمل من طول الخدمة لله إذا مل الخدام حتى يصير من محبته وطول خدمته في درج الشوق فيقر قراره وتخمد ناره ويطفى شرره ويقل همه وتواصل أحزانه   " . 
 [ ص: 14 ] 
حدثنا أحمد بن أحمد بن إسحاق  ، ثنا إبراهيم بن نائلة  ، ثنا  أحمد بن أبي الحواري  ، ثنا يونس بن محمد الحذاء  ، عن حمزة النيسابوري  قال : " إن صاحب الدين يفكر فعلته السكينة ، ورضي فلم يهتم  ، وخلى الدنيا فنجي من الشر ، وانفرد فكفي ، وترك الشهوات فصار حرا ، وترك الحسد فظهرت له المحبة ، وسلب نفسه عن كل فان فاستكمل العقل   " . 
حدثنا أحمد  ، ثنا إبراهيم  ، ثنا أحمد  قال : سمعت  شعيب بن حرب  يقول لرجل : " إذا دخلت القبر ومعك الإسلام فأبشر    " . 
حدثنا أحمد  ، ثنا إبراهيم بن حرب بن المفضل  ، عن  أبي المليح الرقي  قال : " إذا صار ابن آدم  في قبره لم يبق شيء كان يخافه دون الله إلا مثل له في لحده يفزعه  ؛ لأنه خافه في الدنيا دون الله عز وجل   " . 
حدثنا أبي ، ثنا الحسن بن أبان  ، ثنا الحسين بن عبد الله بن شاكر  ، ثنا  أحمد بن أبي الحواري  قال : سمعت علي بن أبي الحواري  يقول : " شبع يحيى بن زكريا  من خبز شعير شبعة فنام عن حزبه ، فأوحى الله تعالى إليه : " يا يحيى  ، هل وجدت دارا خيرا من داري أو جوارا خيرا لك من جواري ؟ يا يحيى  ، لو اطلعت في الفردوس لذاب جسمك وزهقت نفسك اشتياقا  ، ولو اطلعت إلى جهنم اطلاعة للبست الحديد بعد المسوح ، ولبكيت الصديد بعد الدموع   " . 
حدثنا عثمان بن محمد العثماني  ، حدثني أحمد بن عبد الله بن سليمان القرشي  قال : سمعت أبا الحسن علي بن صالح بن هلال القرشي  يقول : ثنا  أحمد بن أصرم المزني العقيلي  قال : سمعت  يحيى بن معين  يقول : " التقى  أحمد بن حنبل  وأحمد بن أبي الحواري  بمكة  ، فقال  أحمد بن حنبل  لأحمد بن أبي الحواري    : يا أحمد  ، حدثنا بحكاية سمعتها من أستاذك  أبي سليمان الداراني  فقال : يا أحمد  ، قل : سبحان الله بلا عجب ، فقال  أحمد بن حنبل    : سبحان الله وطولها بلا عجب ، فقال  أحمد بن أبي الحواري    : سمعت أبا سليمان  يقول : إذا اعتقدت النفوس على ترك الآثام جالت في الملكوت  ، وعادت إلى ذلك العبد بطرائف الحكمة من غير أن يؤدي إليها عالم علما قال : فقام  أحمد بن حنبل  ثلاثا وجلس   [ ص: 15 ] ثلاثا ، وقال : ما سمعت في الإسلام حكاية أعجب من هذه إلي   " . 
ثم ذكر  أحمد بن حنبل  عن  يزيد بن هارون  ، عن حميد الطويل  ، عن  أنس بن مالك  ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من عمل بما يعلم ورثه الله علم ما لم يعلم    " ثم قال لأحمد بن أبي الحواري    : صدقت يا أحمد  ، وصدق شيخك . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					