حدثنا أبي ، ثنا محمد بن إبراهيم بن يحيى  ، ثنا يعقوب الدورقي  ، ثنا محمد بن   [ ص: 239 ] موسى المروزي أبو عبد الله  ، قال : قرأت هذا الحديث على هاشم بن مخلد    - وكان ثقة - فقال : سمعته من أبي عصمة  ، عن رجل سماه ، عن  رجاء بن حيوة  ، عن  معاذ بن جبل  رضي الله عنه ، قال : تعلموا العلم فإن تعلمه لله تعالى خشية  ، وطلبه عبادة ، ومذاكرته تسبيح ، والبحث عنه جهاد ، وتعليمه لمن لا يعلم صدقة ، وبذله لأهله قربة ، لأنه معالم الحلال والحرام ومنار أهل الجنة ، والأنس في الوحشة والصاحب في الغربة والمحدث في الخلوة ، والدليل على السراء والضراء ، والسلاح على الأعداء ، والدين عند الأجلاء ، يرفع الله تعالى به أقواما ويجعلهم في الخير قادة وأئمة ، تقتبس آثارهم ، ويقتدى بفعالهم ، وينتهى إلى رأيهم . ترغب الملائكة في خلتهم ، وبأجنحتها تمسحهم . يستغفر لهم كل رطب ويابس ، حتى الحيتان في البحر وهوامه وسباع الطير وأنعامه ؛ لأن العلم حياة القلوب من الجهل ، ومصباح الأبصار من الظلم ، يبلغ بالعلم منازل الأخيار والدرجة العليا في الدنيا والآخرة ، والتفكر فيه يعدل بالصيام ومدارسته بالقيام ، به توصل الأرحام ويعرف الحلال من الحرام ، إمام العمال والعمل تابعه . يلهمه السعداء ويحرمه الأشقياء   . 
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان  ، ثنا  عبد الله بن أحمد بن حنبل  ، حدثني أبي ، ثنا شجاع بن الوليد  ، عن عمرو بن قيس  ، عمن حدثه ، عن  معاذ بن جبل  رضي الله تعالى عنه : أنه لما حضره الموت ، قال : انظروا أصبحنا ؟ فأتي فقيل : لم تصبح ، فقال : انظروا أصبحنا ؟ فأتي فقيل له : لم تصبح ، حتى أتي في بعض ذلك فقيل : قد أصبحت ، قال : أعوذ بالله من ليلة صباحها إلى النار  ، مرحبا بالموت مرحبا ، زائر مغب ، حبيب جاء على فاقة ، اللهم إني قد كنت أخافك فأنا اليوم أرجوك ، اللهم إنك تعلم أني لم أكن أحب الدنيا وطول البقاء فيها لجري الأنهار ولا لغرس الأشجار  ، ولكن لظمأ الهواجر ومكابدة الساعات ومزاحمة العلماء بالركب عند حلق الذكر   . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					