عبد الله بن مسعود  
وذكر  عبد الله بن مسعود  في أهل الصفة  ، وقال : قاله  يحيى بن معين    . وقد تقدم ذكرنا لأحواله وبعض أقواله في طبقة السابقين من المهاجرين  ، وكان سيد من يقول بالاختيار والخصوص ، مع متابعته للآثار والنصوص . وكان من المحفوظين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد علم المحفوظون من أصحابه أن ابن أم عبد  من أقربهم وسيلة إلى الله . 
حدثنا عبد الله بن جعفر  ، ثنا  يونس بن حبيب  ، ثنا  أبو داود  ، ثنا المسعودي  ، عن عاصم  ، عن أبي وائل  ، عن عبد الله  ، قال : " إن الله نظر في قلوب العباد فاختار محمدا   صلى الله عليه وسلم فبعثه إلى خلقه ، فبعثه برسالته وانتخبه بعلمه ، ثم نظر في قلوب الناس بعده فاختار الله له أصحابه فجعلهم أنصار دينه ، ووزراء نبيه صلى الله عليه وسلم ، فما رآه المؤمنون حسنا فهو حسن ، وما رآه المؤمنون   [ ص: 376 ] قبيحا فهو عند الله قبيح   . 
حدثنا سليمان بن أحمد  ، ثنا إبراهيم بن هاشم البغوي  ، ثنا  سليمان بن داود الشاذكوني  ، ثنا الربيع بن زيد  ، عن  الأعمش  ، عن أبي وائل  ، عن عبد الله  رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الناس رجلان عالم ومتعلم  ولا خير فيما سواهما   " . 
حدثنا  أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن حمزة  ، قال : حدثني محمد بن جعفر الرافقي  ، حدثني محمد بن هارون بن بكار الدمشقي  ، ثنا محمد بن سليمان التستري  ، قال : سمعت  ابن السماك  ، يقول : أخبرني  الأعمش  ، عن  أبي وائل شقيق  ، عن  عبد الله بن مسعود  ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من عبد يخطو خطوة إلا سئل عنها ما أراد بها    " . 
حدثنا محمد بن حميد  ، ثنا عبد الله بن صالح البخاري  ، ثنا الحسن بن علي الحلواني  ، ثنا عون بن عمارة  ، ثنا بشر مولى هاشم  ، عن  الأعمش  ، عن أبي وائل  ، عن  عبد الله بن مسعود  ، قال : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل راكب حتى أناخ بالنبي . فقال : " يا رسول الله إني أتيتك من مسيرة تسع ، أنضيت راحلتي ، فأسهرت ليلي ، وأظمأت نهاري لأسألك عن خصلتين أسهرتاني؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ما اسمك؟ فقال : أنا زيد الخيل  ، فقال : بل أنت زيد الخير  ، فاسأل فرب معضلة قد سئل عنها ، قال : أسألك عن علامة الله فيمن يريد ، وعن علامته فيمن لا يريد؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : كيف أصبحت؟ قال : أصبحت أحب الخير وأهله ومن يعمل به  ، فإن عملت به أيقنت بثوابه ، وإن فاتني منه شيء حننت إليه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : هذه علامة الله فيمن يريد ، وعلامته فيمن لا يريد ، ولو أرادك بالأخرى هيأك لها ، ثم لم يبال في أي واد هلكت "   . 
				
						
						
