المسألة الرابعة :   " يا " حرف وضع في أصله لنداء البعيد وإن كان لنداء القريب  لكن لسبب أمر مهم جدا ، وأما نداء القريب فله : أي والهمزة ، ثم استعمل في نداء من سها وغفل وإن قرب تنزيلا له منزلة البعيد ، فإن قيل : فلم يقول الداعي يا رب يا ألله وهو ( أقرب إليه من حبل الوريد    ) [ق : 16] ؟ . 
قلنا : هو استبعاد لنفسه من مظان الزلفى وما يقربه إلى منازل المقربين هضما لنفسه وإقرارا عليها بالتنقيص حتى يتحقق الإجابة بمقتضى قوله : " أنا عند المنكسرة قلوبهم من أجلي " أو لأجل أن إجابة الدعاء من أهم المهمات للداعي . 
				
						
						
