القيد الرابع : قوله : ( ويخشون ربهم    ) والمعنى : أنه وإن أتى بكل ما قدر عليه في تعظيم أمر الله ، وفي الشفقة على خلق الله إلا أنه لا بد وأن تكون الخشية من الله والخوف منه  مستوليا على قلبه ، وهذه الخشية نوعان : 
أحدهما : أن يكون خائفا من أن يقع زيادة أو نقصان أو خلل في عباداته وطاعاته ، بحيث يوجب فساد العبادة أو يوجب نقصان ثوابها. 
والثاني : وهو خوف الجلال وذلك لأن العبد إذا حضر عند السلطان المهيب القاهر ، فإنه وإن كان في عين طاعته إلا أنه لا يزول عن قلبه مهابة الجلالة والرفعة والعظمة. 
القيد الخامس : قوله : ( ويخافون سوء الحساب    ) اعلم أن القيد الرابع إشارة إلى الخشية من الله ، وهذا القيد الخامس إشارة إلى الخوف والخشية وسوء الحساب ، وهذا يدل على أن المراد من الخشية من الله ما ذكرناه من خوف الجلال والمهابة والعظمة ، وإلا لزم التكرار. 
				
						
						
