أما قوله تعالى في آخر الآية : ( إن الله غفور رحيم    ) ففيه إشكال وهو أنه لما قال : ( فلا إثم عليه    ) فكيف يليق أن يقول بعده : ( إن الله غفور رحيم    ) فإن الغفران إنما يكون عند حصول الإثم . 
والجواب : من وجوه : 
أحدهما : أن المقتضي للحرمة قائم في الميتة والدم ، إلا أنه زالت الحرمة لقيام المعارض ، فلما كان تناوله تناولا لما حصل فيه المقتضي للحرمة عبر عنه بالمغفرة ، ثم ذكر بعده أنه رحيم ، يعني لأجل الرحمة عليكم أبحت لكم ذلك . 
وثانيها : لعل المضطر يزيد على تناول الحاجة  ، فهو   [ ص: 13 ] سبحانه غفور بأن يغفر ذنبه في تناول الزيادة ، رحيم حيث أباح في تناول قدر الحاجة . 
وثالثها : أنه تعالى لما بين هذه الأحكام عقبها بكونه غفورا رحيما ؛ لأنه غفور للعصاة إذا تابوا ، رحيم بالمطيعين المستمرين على نهج حكمه سبحانه وتعالى . 
				
						
						
