[ ص: 137 ]   "باب دخول الخلاء " 
مسألة : 
" يستحب لمن أراد دخول الخلاء  أن يقول : بسم الله أعوذ بالله من الخبث والخبائث ومن الرجس النجس الشيطان الرجيم " 
وذلك لما روي عن علي  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ستر ما بين الجن وعورات بني آدم إذا دخل أحدكم الخلاء أن يقول بسم الله   " رواه  ابن ماجه   والترمذي  وعن  أنس  قال : " كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء قال : اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث   " . رواه الجماعة وفي لفظ  للبخاري    " إذا أراد أن يدخل   " . 
وعن  زيد بن أرقم  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن هذه الحشوش محتضرة فإذا دخل أحدكم فليقل اللهم إني أعوذ بك من الخبث   [ ص: 138 ] والخبائث   " . رواه  أبو داود   وابن ماجه  ، وعن أبي أمامة  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا يعجز أحدكم إذا دخل مرفقه أن يقول : اللهم إني أعوذ بك من الرجس النجس الخبيث المخبث الشيطان الرجيم   " رواه  ابن ماجه    . الحشوش جمع حش ، وهي في الأصل البساتين كانوا يقضون الحاجة فيها . ثم سمي موضع قضاء الحاجة حشا ، والمحتضرة التي تحضرها الشياطين ، ولذلك أمر بذكر الله والاستعاذة قبل الدخول . 
والخبث بسكون الباء قال أبو عبيد  ، وابن الأنباري  ، وغيرهما قالوا : " وهو الشر والخبائث الشياطين " فكأنه استعاذ من الشر ، ومن أهل الشر ، وقال  الخطابي    : " إنما هو الخبث جمع خبيث ، والخبائث جمع خبيثة استعاذ   [ ص: 139 ] من ذكرانهم وإناثهم " والأول أقوى ؛ لأن فعيل إذا كان صفة جمع على فعل مثله ظريف وظرف وكريم وكرم ، وإنما يجمع على فعل إذا كان اسما مثل رغيف ورغف ونذير ونذر ؛ ولأنه أكثر معنى ، والنجس بالكسر والسكون اتباع لما قبله ولو أفردته لفتحته ، والمخبث ذو الأصحاب الخبثاء ، وهو أيضا الذي يعلم غيره الخبث . 
				
						
						
