( الفصل الخامس ) 
أنه إذا رمى الأولى والثانية تقدم قليلا إلى ناحية الكعبة  حيث لا يصيبه الحصى ، فاستقبل القبلة ، ووقف يدعو الله سبحانه    ; لما روي عن سالم  عن  ابن عمر    : " أنه كان يرمي الجمرة الدنيا بسبع حصيات يكبر على أثر كل حصاة ، ثم يتقدم حتى يسهل ، فيقوم مستقبل القبلة قياما طويلا ، ويدعو ويرفع يديه ، ويقوم طويلا ، ثم الجمرة ذات العقبة من بطن الوادي ، ولا يقف عندها ، ثم ينصرف ، ويقول : هكذا رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفعله " رواه أحمد   والبخاري    . 
أسهل : إذا صار إلى الأرض السهل المنخفضة عما فوقها ، كما يقال : أنجد وأتهم وأعرق وأشام . 
وفي لفظ  للبخاري  عن  ابن عمر    : " أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا رمى الجمرة التي تلي مسجد منى يرميها بسبع حصيات ، يكبر كلما رمى بحصاة ثم تقدم أمامها ، فوقف مستقبل القبلة رافعا يديه يدعو ، وكان يطيل الوقوف ، ثم يأتي الجمرة الثانية فيرميها بسبع حصيات ، يكبر كلما رمى بحصاة ، ثم ينحدر ذات اليسار مما يلي الوادي ، فيقف مستقبل القبلة رافعا يديه يدعو ،   [ ص: 561 ] ثم يأتي الجمرة التي عند العقبة فيرميها بسبع حصيات ، يكبر عند كل حصاة ، ثم ينصرف ، ولا يقف عندها ، قال : وكان  ابن عمر  يفعله   " . 
وقد تقدم ذكر قيام النبي - صلى الله عليه وسلم - وتضرعه في حديث  عائشة  ، وأنه كان يطيل القيام بين الجمرتين . 
وأما مقدار هذا القيام فقال حرب    : قلت لأحمد    : كم يقوم الرجل بين الجمرتين ؟ قال : يقوم ويدعو ويبتهل ، ولم يؤقت وقتا . 
وقال - في رواية المروذي    - : فإذا كان من الغد وزالت الشمس رميت الجمرة الأولى بسبع حصيات ، تكبر مع كل حصاة ، وتقول بين كل تكبيرتين : اللهم اجعله حجا مبرورا ، وذنبا مغفورا ، وسعيا مشكورا ، وعملا متقبلا ، وتجارة لن تبور ، ثم امش قليلا حتى تأتي موضعا يقام عن يسار الجمرة التي رميت مستقبل القبلة ، وتدعو بدعائك بعرفة  وتزيد : وأتمم لنا مناسكنا ، ثم تأتي الجمرة الوسطى كذلك ، ثم ترمي جمرة العقبة ولا تقف عندها ، وكل ما دعوت به أجزأك . 
ويستحب طول القيام عند الجمار في الدعاء  ، وكذلك قال في رواية عبد الله    . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					