( 6924 ) مسألة ; قال : ( وفي اللسان المتكلم به الدية ) أجمع أهل العلم على وجوب الدية في لسان الناطق    . وروي ذلك عن  أبي بكر   وعمر   وعلي   وابن مسعود  ، رضي الله عنهم . وبه قال أهل المدينة  ، وأهل الكوفة  ، وأصحاب الرأي ، وأصحاب الحديث ، وغيرهم . وفي كتاب النبي صلى الله عليه وسلم لعمرو بن حزم    {   : وفي اللسان الدية   } . ولأن فيه جمالا ومنفعة ، فأشبه الأنف ; فأما الجمال فقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم { سئل عن الجمال ، فقال : في اللسان   } . ويقال : جمال الرجل في لسانه ، { والمرء بأصغريه قلبه ولسانه   } . ويقال ما الإنسان لولا اللسان إلا صورة ممثلة ، أو بهيمة مهملة . 
وأما النفع ، فإن به تبلغ الأغراض ، وتستخلص الحقوق ، وتدفع الآفات ، وتقضى به الحاجات ، وتتم العبادات ; في القراءة ، والذكر ، والشكر ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، والتعليم  [ ص: 350 ] والدلالة على الحق المبين والصراط المستقيم ، وبه يذوق الطعام ، ويستعين في مضغه وتقليبه ، وتنقية الفم ، وتنظيفه ، فهو أعظم الأعضاء نفعا ، وأتمها جمالا ، فإيجاب الدية في غيره تنبيه على إيجابها فيه . وإنما تجب الدية في لسان الناطق ، فإن كان أخرس ، لم تجب فيه دية كاملة ، بغير خلاف ; لذهاب نفعه المقصود منه كاليد الشلاء ، والعين القائمة . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					