( وتسن صلاة غير مأموم ) إماما كان أو منفردا ( إلى سترة ) مع القدرة عليها  بغير خلاف نعلمه قاله في المبدع ( ولو لم يخش ) المصلي ( مارا ) حضرا كان أو سفرا ، لحديث  أبي سعيد  يرفعه { إذا صلى أحدكم فليصل إلى سترة ، وليدن منها   } رواه أبو داود   وابن ماجه  وليس ذلك بواجب ، لحديث  ابن عباس    { أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في فضاء ليس بين يديه شيء   } رواه  أحمد  وأبو داود  والسترة ما يستتر به ( من جدار أو شيء شاخص كحربة أو آدمي غير كافر ) لأنه يكره استقباله كما تقدم ( أو بهيم ) يعرضه ، ويصلي إليه ( أو غير ذلك ، مثل آخرة الرحل تقارب طول ذراع فأكثر ) . 
لقوله صلى الله عليه وسلم { إذا وضع أحدكم بين يديه مثل مؤخرة الرحل فليصل ، ولا يبالي من يمر وراء ذلك   } رواه  مسلم    ( فأما قدرها ) أي السترة    ( في الغلظ فلا حد له فقد تكون غليظة كالحائط أو دقيقة كالسهم ) لأنه صلى الله عليه وسلم { صلى إلى حربة وإلى بعير   } رواه  البخاري    ( ويستحب قربه منها قدر ثلاثة أذرع من قدميه ) لأنه صلى الله عليه وسلم { صلى في الكعبة  وبين يديه الجدار نحو من ثلاثة أذرع   } رواه  أحمد   والبخاري  ولأنه أصون لصلاته ، فإن كان في مسجد قرب من الجدار أو السارية نحو ذلك ، وإن كان في الفضاء فإلى شيء شاخص مما سبق . 
( و ) يستحب ( انحرافه عنها ) أي السترة ( يسيرا ) لفعله صلى الله عليه وسلم رواه  أحمد  وأبو داود  من حديث المقداد  بإسناد لين قال عبد الحق  وليس إسناده بقوي لكن عليه جماعة من العلماء ، على ما ذكر  ابن عبد البر    ( فإن لم يجد شاخصا ) يصلي إليه ( وتعذر غرز عصا ونحوها ) كسهم وحربة وضعها بالأرض ، وصلى إليها ، قال في المبدع : ويكفي العصا بين يديه عرضا لأنها في معنى الخط وعرضا أي وضع العصا ونحوها ( عرضا أعجب إلى  أحمد  من الطول ) قال  أحمد  ما كان أعرض فهو أعجب إلي وذلك لما روى سمرة  أن النبي صلى الله عليه وسلم . 
قال { استتروا في الصلاة ولو بسهم   } رواه  الأثرم  وقوله ولو بسهم  [ ص: 383 ] يدل على أن غيره أولى منه ( ويكفي ) في السترة ( خيط ونحوه و ) كل ( ما اعتقد سترة فإن لم يجد خط خطا ) نص عليه ، لقوله صلى الله عليه وسلم { إذا صلى أحدكم فليجعل تلقاء وجهه شيئا ، فإن لم يجد فلينصب عصا فإن لم يكن معه عصا فليخط خطا ، ولا يضره ما مر بين يديه   } رواه  أحمد  وأبو داود  من حديث  أبي هريرة  وذكر  الطحاوي  أن فيه رجلا مجهولا وقال  البيهقي    : لا بأس به في مثل هذا . 
وصفته كالهلال لا طولا لكن قال في الشرح : وكيفما خط أجزأه . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					