قال : ( وأكره أن يكون الإمام على الدكان والقوم على الأرض    ) ; لأن النبي صلى الله عليه وسلم : { نزل عن المنبر لصلاة الجمعة   } ، فلو لم يكره كون الإمام على الدكان لصلى على المنبر ليكون أشهر ، وإن  حذيفة  رضي الله تعالى عنه عنه قام على دكان يصلي لأصحابه فجذبه  سلمان  حتى أنزله فلما فرغ قال : أما علمت أن أصحابك يكرهون  [ ص: 40 ] ذلك ؟ قال فلهذا اتبعتك حين جذبتني ، ( وروي ) { أن  عمار بن ياسر  رضي الله تعالى عنه قام بالمدائن  على دكان يصلي بأصحابه فجذبه  حذيفة  رضي الله تعالى عنه فلما فرغ قال : أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن هذا ؟   } قال لقد تذكرت ذلك حين جذبتني ، وفي قيامه على الدكان تشبه باليهود  وإظهار التكبر على القوم وذلك مكروه ، فإن كان الإمام على الأرض والقوم على الدكان فذلك مكروه في رواية الأصل ; لأن فيه استخفافا من القوم لأئمتهم ، وفي رواية  الطحاوي  هذا لا يكره ; لأنه مخالف لأهل الكتاب  وكذلك إن كان مع الإمام بعض القوم لم يكره ولم يبين في الأصل حد ارتفاع الدكان ( وذكر )  الطحاوي  أنه ما لم يجاوز القامة لا يكره ; لأن القليل من الارتفاع عفو ففي الأرض هبوط وصعود ، والكثير ليس بعفو فجعلنا الحد الفاصل أن يجاوز القامة ; لأن القوم حينئذ يحتاجون إلى التكلف للنظر إلى الإمام وربما يشتبه عليهم حاله . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					