ص ( واستنثار ) 
ش : يعني أن السنة الرابعة الاستنثار وهو لغة طرح الماء من الأنف بالنفس ، مأخوذ من نثرت الشيء إذا طرحته ، وقيل : إنه مأخوذ من تحريك النثرة وهي طرف الأنف ، وفي الشرع طرح الماء من أنفه بنفسه مع وضع أصبعيه على أنفه ، وكرهه  مالك  دون وضع يديه على أنفه وقال : هكذا يفعل الحمار ، وقال الشيخ زروق    : قالوا وإنما يمسكه من أعلاه ثم يمر لآخره ; لأنه الذي ينظف ويشد أصابعه بالإخراج ، وكون ذلك باليسار هو الأولى وقد اختلف فيه انتهى . وقال ابن فرحون  في شرح قول  ابن الحاجب  وينثره بنفسه وأصبعه : مراده الإبهام والسبابة من اليد اليسرى ; لأنها المعدة لإزالة الأوساخ انتهى . وقال في الذخيرة لما تكلم على المضمضة والاستنشاق : قال صاحب الطراز : ويفعلهما باليمنى وهو متفق عليه ويستنثر باليسرى وهو مروي عنه عليه الصلاة والسلام انتهى . وجعل المصنف  الاستنثار سنة مستقلة وهو الذي ارتضاه ابن رشد  في المقدمات والقاضي عياض  في الإكمال ، وفي كلام ابن عبد السلام  والمصنف  في التوضيح ميل إليه . قال في الإكمال : الاستنشاق والاستنثار عندنا سنتان وعدهما بعض شيوخنا  [ ص: 248 ] سنة واحدة ; لأنه عليه الصلاة والسلام أمر بهما وأفرد كل واحدة منهما بالذكر انتهى . وقال ابن عرفة  بعد أن نقل كلام القاضي عياض    : ظاهر اقتصار الرسالة والتلقين والجلاب  والصقلي   والمازري  وابن رشد  وابن العربي  على المضمضة والاستنشاق أنهما - يعني الاستنشاق والاستنثار - سنة  واحدة ، وظاهر قول الكافي المضمضة والاستنشاق والاستنثار ومسح الأذنين سنة أنهما سنتان وهو نص المقدمات ، وقول أول الرسالة من سننه المضمضة والاستنثار ظاهر في الثاني ، وقوله آخرها كالتلقين ظاهر في الأول انتهى . والله تعالى أعلم . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					